الآن وصلنا الى نهاية المشوار.. مودعين لحظات كثيرة من المعاناة والألم والسهر.. وصلنا لآخر فصل من فصول المسرحية.. فقد مل المشاهدون تكرار السيناريو العقيم. فالبداية مرعبة والنهاية مؤلمة, والاستمرار على خشبة المسرح يبدو مستحيلا فالعواصف النشاز دائما تثير الغبار.. والمغتصبون الغوا ادوار الحب النقي, فسرقوا اجمل مشاهد الروعة وتركوا مواقف الاشمئزاز للجمهور, والذين طالبوا بدورهم وضع حد للفصول الهزيلة.. فالبطلة لم تعد تلك الوردة التي تثير الاعجاب, فقد تعفنت بفعل عوامل التعرية للعواصف الحقيرة التي هبت لتقذف برائحتها الكريهة كل مدرجات المسرح, والمغتصبون تفننوا في اغتصاب ألوان الفرح, ليزرعوا الحشائش النتنة.. فما كان من الجمهور إلا سحب باقات الاعجاب.. لتتحول الوردة اليافعة التي كانت تشع على خشبة المسرح الى دمية تحمل نعشها المجهول الى المستنقات لترتمي في احضان الكهولة او الشيخوخة.. فهي بالتأكيد ستقبل أي دور قادم حتى لو كان (كمبارس) لن تشترط ان تقوم بدور البطولة مع أي بطل وسترضى حتى بدور (بوابة عمارة) بعد ان اغتالوا فيها نرجس البطولة.. ستقبل أي طارق حتى لو كان دورها مسح الأحذية لرجل يبلغ من العمر عتيا.. يقولون ان خشبة المسرح هي حياة وصفرة لواقع الناس المؤلم.
بقي ان نعرف دور البطل الذي قرر اختيار بطلة جديدة تكون اكثر نضجا وجمالا لممارسة أدوار بطولاته بعد ان تحولت بطلته الأولى الى جثة هامدة لا تستطيع اثارة اعجاب الجماهير.
(اشتريت حزنا)
اشتريت حزنا.. وبعته
قذفت به خارج الأسوار
قدماي ايقنتا انه مستنقع كبير
وادركت فيما بعد ان الحياة معه
سراب يقتل العمر
(جرس الوقت)
جرس الوقت اشعرني بأنني غادرتك إلى الأبد
اعلنت الفرار.. لكل الآلام المترسبة بقلبي
اليك فررت.. ومنك فررت
(الموت في الحياة)
كنت اعيش الموت في الحياة
فجعلتك ريشة لأحرفي المجنونة
وفراشة لرسم حياة الغد
لكنني اكتشفت في نهاية المطاف
ان حبرك وألوانك ملوثة
فأصبحت جملي عقيمة.. ولوحاتي قبيحة
(آخر المطاف)
رسالتك وصمة عار
قبلتها..
حاولت اخفاءها.. دفنها
لكن الناس عثروا عليها
كتبوا سطورها.. حفظوها
وغنوا جملها السخيفة