@ قبل 27 سنة من الآن كنا ما زلنا على مقاعد الدراسة وكانت دورة الخليج العربي تمثل بالنسبة لنا أهم الأحداث بعد كأس العالم.. ولم يكن آنذاك نقل تلفزيوني مباشر وكنا نعتمد على تعليقات استاذنا الكبير خالد الحربان عبر الإذاعة الكويتية.. طبعا كنا نتابع هذه الدورة حتى قبل عام 1976 لكنني اخرتها لاني أريد الحديث عنها.. ذلك العام نظمت فيه قطر الدورة الرابعة بمشاركة العراق لأول مرة.. وكانت المباراة الفاصلة بين الكويت والعراق, وحينها كان المنتخبان في عصرهما الذهبي فقررنا الذهاب بالسيارة للدوحة لحضور المباراة كمتفرجين حينها فلم تكن علاقتنا بالإعلام قد بدأت.
وفي الطريق من الاحساء للدوحة شاهدنا سيارة صغيرة بها عائلة سعودية وقد انقلبت للتو فنزلنا وحاولنا المساعدة وأخذنا الجدة والزوجة ونقلناهما الى مركز سلوى (توفيتا لاحقا) ومرت السنون سنة بعد سنة والحوادث لا تتوقف فالطريق ضيق والجمال (بكسر الجيم لا فتحها) تتجول بجانب الطريق (كصبايا الشام) في الأرياف تسقط ضحاياها يمينا وشمالا دون رحمة مع اختلاف المعاناة والألم. وانا منذ ذلك التاريخ لم أذهب للدوحة برا, فقد سمعت قصصا يشيب لها الغلمان عن حوادث مميتة وأخرى مفجعة تركت لنا اعزاء مقعدين وهم في عز شبابهم وحيويتهم واجزم بأن الذي سمعته هو نفس الذي يسمعه كل مسؤول في وزارة المواصلات المسؤولة عن هذا الطريق وغيره من الطرق الدولية.. وشكل لي هذا الطريق هماً كما هو طريق ابوحدرية أو طريق الشمال القاتل.. الى ان اضطررت للذهاب للدوحة برا قبل عيد الأضحى بعد 27 سنة من الانقطاع.. وحينها كانت المفاجأة.. لم يتغير شيء!! الطريق ضيق ومتعرج وقطعان الجمال لا تبعد سوى امتار عن كتف الطريق ولا حواجز لحماية العابرين من هذه القطعان او حتى من زحف الرمال.
تصوروا 27 سنة لم يتغير شيء في هذا الطريق إلا في زيادة من ماتوا او اعيقوا.. والسؤال: ما الذي فعلته وزارة المواصلات منذ عقدين ونصف العقد لتلافي هذه المصائب؟! مجرد سؤال.
ولكم تحياتي.