دعا أكاديميون وخبراء اقتصاد خلال ندوة المنتدى الثقافي المصري حول أوضاع التنمية الإنسانية في العالم العربي إلى ضرورة استنفار الإرادة الجماعية العربية لإنشاء تكتل عربي فاعل يجنب المنطقة مخاطر التهميش وتحديات العولمة ويكون للعرب دور مؤثر في تشكيل النظام العالمي الجديد. وشددوا على أهمية تحسين مسائل المشاركة السياسية والديمقراطية لتحسين جودة ونوعية الحياة في المنطقة العربية.
وقال السفير أحمد الغمراوي مدير المنتدى الثقافي المصري أن نسبة الأمية في المنطقـة العربية وصلت إلى 43% وأن الدخل العربي ككل قد لا يصل إلى دخل دولة غربيـة متقدمة وأن المصيبة الكبرى حسبما رصدها تقرير التنمية الإنسانية في العالم العربي الذي أعدته الأمم المتحدة بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء وان دخل البترول العربي كله لا يصل إلى دخل المشروبات الروحية في بعض البلاد الأوروبية.
وحذر الدكتور حمدي عبد العظيم أستاذ الاقتصاد ونائب رئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية بمصر من التأثيرات السلبية الشديدة على أوضاع التنمية الإنسانية في المنطقة العربية حالة إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على ضرب العراق.
وتابع أن الإنفاق على التكوين الرأسمالي وإصلاح أحوال البشر وتحسين جودة الحياة سينصرف بالطبع إلى الناحية العسكرية وإصلاح ما دمرته الحرب من بنية أساسية سواء في العراق أو في الدول العربية المحيطة بها.
وأشار إلى أن دولة مثل العراق تدنى فيها مستوى الصحة والرعاية بنسبة وصلت إلى 96% حتى عام 2000 مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه عام 1989 قبل حرب الخليج "1990" .
كما تدهورت أيضا التنمية الإنسانية في فلسطين في ظل الاحتلال وعمليات القمع الإسرائيلية والحصار للشعب الفلسطيني وتدبير بنيته الأساسية.
وقال الدكتور حمدي عبد العظيم أن استمرار القصور في أساسيات التطوير المجتمعي والديمقراطي في الوطن العربي وعدم تفعيل المشاركة السياسية والحربية وافتقاد لإرادة التغيير الجماعي يظل عائقاً أمام عمليات التنمية الإنسانية في المنطقة.
وأشار الدكتور محمد البنا وكيل كلية التجارة بجامعة المنوفية إلى أن تحسين نوعية وجودة الحياة في البلاد العربية رهن بعمل تكوين جديد في الرأسمالية المادية والبشرية ومدى توافـر الموارد للإنفاق على تنمية البشر والبنية الأساسية الحياتية.
وانتقد عمرو أحمد عمرو وهو موظف حال في مقر الأمم المتحدة بفينا تقريرا لتنمية الإنسانية في العالم العربي الذي أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع الصندوق العربي الإنمائي مشيراً إلى أن التقرير لم يشتمل على استراتيجيات إدارة الـموارد البشرية والبحث والتطوير والإبداع .. فضلاً عن افتقاره لمفاهيم الإدارة الرشيدة.
وقال صبري شمس الدين الباحث الاقتصادي بالجامعة العربيـة أن تقريـرا لتنميـة الإنسانية في العالم العربي لم يأخذ في الحسبان البعد البيئي في عمليـات التنمية في الوقت الذي ترك الدول المتقدمة تصدر التكنولوجيا الملوثة للبيئية إلى الدول النامية والبلاد العربية.
ومن جانبه قال الدكتور مختار الشريف أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة أن مشكلة التنمية الإنسانية في العالم العربي والبلاد النامية عموماً تتمثل في عدم توافر المعلومات وإتاحتها بشكل جدي وعادل للجميع مشيراً إلى أن المناقشة المعلوماتية وثورة التكنولوجيا تعد أحـد التحديات التي تواجه التنمية الإنسانية العربية في ظل العولمة.