قال البنك الدولي في ساعة متأخرة أن مساعدات التنمية الدولية قد تكون أكثر فاعلية بشكل كبير إذا قامت الدول المانحة "بنزع الاعلام" عن مشروعاتها ونسقت جهودها بدلا من ذلك. وقد أطلقت الوكالة التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، حملة لجعل المساعدات أكثر تأثيرا من خلال تقليص الروتين وتحسين التنسيق، وهي قضية سيتم بحثها خلال مؤتمر سيعقد في روما الاسبوع القادم.
وحث رئيس البنك الدولي جيمس ولفنسون الدول المانحة على "نزع الاعلام الوطنية والمؤسسية التي غالبا ما ترتبط بالمشروعات ليس إلا من أجل علاقات عامة جيدة في الوطن". وقال ولفنسون "إذا نجحنا، كمجتمع دولي من المانحين، في تنظيم أنفسنا، سنخدم بشكل أفضل هذه الشعوب في الدول الفقيرة التي ترغب الآن في قيادة مجهوداتها التنموية الخاصة". وقال البنك أن مشروعات التنمية الممولة من المانحين على مستوى العالم والتي يبلغ عددها أكثر من 63 ألف مشروع تحكم كل منها مطالب بيروقراطية يصعب حصرها وتخضع لمحددات وإجراءات ومراجعات وعمليات إعادة نظر. ويمكن لهذه المطالب أن تربك الدول الفقيرة المتلقية مثل بوركينافاسو التي تستضيف1500 مشروعا للمساعدات وبوليفيا التي يتم إدارة 850 مشروعا تنمويا فيها. وأوضح البنك أن من بين أمثلة "المساعدات التي تم التصرف فيها بشكل خاطئ" مشروعا للغابات في فيتنام حيث أدت سياسات شرائية مختلفة للمانحين إلى ضياع 18 شهرا ووقف 150 موظفا حكوميا من أجل شراء خمسة سيارات. وقال البنك أن الدول الفقيرة غالبا ما تتعامل مع 30 منظمة مساعدات ترسل كل منها خمس بعثات في العام الواحد. وتستضيف عدة حكومات نحو ثلاثة وفود أسبوعيا يمثلون "منظمات مساعدات متعددة ومكلفة". وقال البنك، الذي يعد الوكالة الدولية المختصة بتقديم القروض، في بيان "إن صناعة استشارات واسعة أحاطت بعملية تسليم المساعدات وتقدر بنحو 4 مليارات دولار سنويا في أفريقيا وحدها". وقال خبير البنك الدولي لسياسة العمليات جيمس ادامز "سيتعين علينا تغيير عقود من الممارسات السابقة. إن اجتماع روما يمنحنا الفرصة للبدء في فعل ذلك تحديدا". ومن المنتظر أن يلتقي ممثلو 26 دولة نامية وعشرات من وكالات المساعدات في روما في 24 و 25 فبرايرالجاري للاتفاق على كيفية جعل سياساتهم الخاصة بالمساعدات أكثر فاعلية في أرجاء العالم.