اكد وزير الثقافة المغربي محمد الاشعري ان المغرب عمل دوما من اجل تكريس الحوار والتبادل مع بلدان ذوات ثقافات مختلفة.
وذكر الاشعري في اتصال هاتفي مع (اليوم) بعد عودته من باريس عقب اختتام اعمال الاجتماع الوزاري لمجموعة العمل حول التنوع الثقافي والعولمة التابعة للشبكة الدولية حول السياسة الثقافية بان المغرب عضو مؤسس للشبكة التي تضم حاليا 55 بلدا مبرزا ان هذه الشبكة تهدف الى بلورة نص قانوني دولي لمساعدة جميع الدول على تطوير سياساتها الوطنية في المجال الثقافي والنهوض بالانتاج الفني والادبي.
وقال ان دورنا هو الحفاظ على الخصوصية والتميز الثقافي ومواصلة الاشتغال على الانتاج الثقافي في اطار التنمية المستدامة.وكان الوزراء اعضاء مجموعة العمل قد عقدوا في ختام اجتماعهم ندوة صحفية اعلنوا خلالها انهم قاموا بمبادرة لدى المدير العام لليونسكو من اجل وضع آلية دولية حول التنوع الثقافي في قائمة اولويات المنظمة.وانتهز الاشعري المناسبة ليحيي جهود منظمة اليونيسكو في مجال الدفاع عن التنوع الثقافي مشيرا الى ان تراث الغد هو المنتوج لليوم.
ودعا اليونيسكو التي سبق ان اعتمدت الاعلان العالمي حول التنوع الثقافي سنة 2001 الى ابرام اتفاقية ملزمة تؤمن للعالم تنوعا في التعبير الثقافي.ومن جانبه اشار وزير الثقافة والاتصال الفرنسي جون جاك اياغون الى ان المشروع سيمكن اليونيسكو من ان تصبح الفضاء الرئيسي لتحديد وبلورة السياسات الثقافية المجددة التي تتيح لكل الثقافات فرص نموها في محيط من السلام والتعاون والتضامن والتفاهم بين الامم.
واضاف بان الوزراء تناولوا الموضوع مع كواتشيرو ما تسورا المدير العام لليونيسكو الذي اعرب عن استعداده للمضي قدما في اعداد اتفاقية حول التنوع الثقافي في سنة 2005 اذا ما حصل على تفويض في هذا الشأن من المؤتمر العام للمنظمة في اكتوبر القادم.بخصوص مضمون المناقشات اشار الوزراء الى انهم اتفقوا على انه ينبغي للاتفاقية الدولية حول التنوع الثقافي ان تحدد حقوق وواجبات الدول في هذا المجال وتضمن لها حرية تفعيل السياسات الثقافية التي تراها مناسبة للحفاظ على التنوع الثقافي كمصدر للابداع والانسجام الاجتماعي وكاساس للتنمية المستدامة.كما ينتظر ان تؤكد الاتفاقية على خصوصية الانتاج الثقافي وتنص على الالتزام السياسي للدول بان تاخذ في حسبانها الاوضاع والحاجيات الخاصة للدول النامية واعمال سياسات التعاون لصالح التطور الثقافي لهذه البلدان والتبادل الثقافي بينها.
وعلاوة على ذلك تبني الوزراء خطة عمل يشكل بمقتضاها سفراء الدول الاعضاء في الشبكة الدولية حول السياسة الثقافية لدى اليونسكو لجنة للتنسيق بهدف توفير الدعم وتحقيق توافق بشأن اتفاقية حول التنوع الثقافي والتزموا ايضا بالتحرك الى جانب زملائهم في التجارة ولدى وزارات الدول الاخرى وهيئات المجتمع المدني ومؤسسات الانتاج الثقافي في بلدانهم من اجل تفعيل المشروع.وعبر وزراء الثقافة عن ارتياحهم للتصريح الذي قدمه ممثلو المنظمات المهنية للثقافة التي عقدت لقاءها الدولي الثاني في باريس خلال الفترة ما بين ثاني ورابع فبراير الجاري واعلنوا ان المؤتمر السادس للشبكة سينعقد في كرواتيا في اكتوبر المقبل.
وتتكون مجموعة العلم حول التنوع الثقافي والعولمة من وزراء الثقافة بكل من المغرب وفرنسا وكندا وجنوب افريقيا والارجنتين وبلجيكا وبوركينا فاسو وكولومبيا وكرواتيا واليونان وايطاليا ولبنان وبولونيا والسنغال والسويد وسويسرا.