DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

غرم المريسل

مشوار وتجربة

غرم المريسل
غرم المريسل
أخبار متعلقة
 
قد تدرك بعض أسرار نجاح غرم بن عبدالله بن علي مريسل العسيس، اذا علمت انه كان يسير على قدميه الى المدرسة الابتدائية خمسة عشر كيلو مترا مرتين يوميا، واذا علمت كيف كان حريصا على ملازمة والده ليعرف منه اسرار السوق وفنون التجارة، ثم كيف سافر ـ وهو لايزال صبيا صغيرا ـ الى الظهران، ليلامس حلم ارامكو التي سمع عنها ولم يكن قد رأها بعد، ثم كيف قرر ـ بعد سنوات طويلة من العمل في هذا الكيان الكبير ـ ان يقتحم ميدان العمل الحر ويختار مجال المقاولات، ويبذل مع اخيه جهدا كبيرا في تأسيس مكانة متميزة لمجموعة العسيس التي امتدت انشطتها الى مجالات كثيرة. وغرم بن عبدالله العسيس هو الرئيس التنفيذي لمجموعة العسيس للمقاولات وعضو مجلس ادارة العسيس للطرق والعسيس للمحروقات ورئيس مجلس ادارة شركة البري للنقليات. في قرية (بني عامر) بمنطقة الباحة ولد غرم بن عبدالله العسيس كان والده يتاجر بالقماش والقهوة ويعمل ـ كذلك ـ في تجارة المواشي وكان يأتي بالبضاعة من مكة ـ مركز التجارة آنذاك ـ وينقلها الى (بلجرش) على ظهر الجمال ثم يقايض البدو بالقماش مقابل الجمال والسمن وكان يجمع الجمال والاغنام لموسم الحج ثم يسوقها الى مكة في رحلة تستغرق خمسة عشر يوما. الحقه والده بالكتاب وكان وسيلة التعلم الوحيدة في ذلك الوقت البعيد وحين افتتحت اول مدرسة في (بلجرش) التحق بها وكانت المسافة بين (بني عامر) حيث يقيم وبين (بلجرش) حيث يدرس تصل الى 15 كيلو مترا يقطعها يوميا مرتين سيرا على الاقدام. كان غرم العسيس ملازما لوالده في كل تحركاته. يسافر معه بالاغنام الى مكة ويذهب معه الى سوق (السبت) في (بلجرش) وكان سوقا كبيرا تجتمع له القبائل من كل انحاء المنطقة ويأتي الناس بالمحاصيل ليقايضوا عليها بالقماش واغراض اخرى وبعد شق الطرق وتيسر وسائل النقل اصبحت جدة والطائف اقرب الى الذين يأتون الى السوق من تهامة وبيشة فتراجعت التجارة وترك معظم تجار بلجرش المنطقة وانتقلوا الى جدة او مكة. اراد ان يبني نفسه واستأذن والده في ان يسافر الى المنطقة الشرقية، ووصلها بصحبة عدد من زملائه، واستغرقت رحلته اليها عدة ايام، وفور وصوله تقدم الى ارامكو واختير ضمن المجموعة التي سيتم توظيفها وتم توظيفه بعد شهر واحد. في الادارة الطبية ـ وبالتحديد في قسم المختبرات ـ عمل غرم العسيس لمدة عامين، ثم تحول الى ادارة المحاسبة، وتنقل بين اقسامها المختلفة، وعمل بها لمدة 16 عاما ثم عمل لمدة ثلاث سنوات في ادارة خدمات المكاتب. استقال غرم العسيس من ارامكو وكان قد قرر الاتجاه الى العمل الحر وبدأ ببعض الاعمال البسيطة مثل بناء المساكن لموظفي ارامكو حيث يقوم نيابة عن صاحب البيت باختيار المقاول المنفذ ثم يوفر له المواد الخام ويراقب التنفيذ. ذهب غرم العسيس الى الشركة المنفذة لمشروع توسعة ميناءي الدمام والجبيل وكانت تحتاج الى مقاولين وأسندت اليه بعض الاعمال في ميناء الجبيل وعانى معاناة كبيرة في تنفيذها لضعف الامكانات قياسا بحجم المشروعات المطلوبة. خلال عمله في الميناء أنشأ قسما للمباني، واتصلت به شركة (بلاست نيدام) وكانت قد حصلت على مشروع من ارامكو في (الجميعة) لبناء سكن للمقاولين وطلبت منه اعداد القواعد والاساسات الحديد التي تركب عليها (البورتبلات) وتم انجاز المشروع في زمن قياسي وفي اثناء تنفيذ العملية اعلنت ارامكو عن احتياجها لمساحين فتقدم بطلب تأهيل واحضر المساحين وبدأ في عمل المساحة فأصبح لديه اعمال المساحة فضلا عن اعمال المباني والطرقات وتسويق المواقع والاعمال البحرية. بعد ذلك، أضاف غرم العسيس عملا تجاريا جديدا هو (الخدمات البترولية) وأنشأ عددا من محطات البنزين، وسوق بعض مشتقات البترول، وتأهل للعمل مع ارامكو في قطاع المقاولات ونفذ مشروعات كبيرة لارامكو من بينها (15) مدرسة في رأس تنورة والدمام والخبر والاحساء والعضيلية وحصل على مشاريع من البلدية حيث ساهم في انشاء كورنيش رأس تنورة والجبيل وانشاء عدد من الشوارع الجديدة في الجبيل ومركز تجاري بالخبر ومشروع شاطئ النخيل وعدد لا يستهان به من المشروعات الكبيرة لصالح جهات مختلفة. وحول اندماج المؤسسات الصغيرة في شركة واحدة يقول انه امر جيد اذا تجمعت المؤسسات الصغيرة في شركة مساهمة لها اسهم يتم تداولها في السوق والشركات المندمجة ـ في قطاع المقاولات على سبيل المثال ـ تستطيع انجاز مالا يستطيع انجازه مقاول واحد بمفرده. وينصح من يريد ان يدخل قطاع المقاولات ان تكون عنده دراية كاملة بعمل المقاولين وخلفية فنية جيدة ويستعد بجهاز فني جيد لدراسة وتقويم المشاريع لان العمل في هذا القطاع صعب والمنافسة شديدة ولابد ان يشرف المقاول بنفسه على العمل ويتأكد ان المواد المشتراة هي نفسها المطلوبة للمشروع لان اكثر خسائر المقاولين ناتجة عن عدم متابعة المشتريات. وحول اسلوب ادارته لمجموعة العسيس يقول ان المجموعة تحولت الى شركات منها العسيس للمقاولات والعسيس للتجارة والعسيس لانتاج الجص والعسيس للخدمات البترولية وكل مجموعة لها مدير فهو مسئول عن قطاع المقاولات واخوه عامر يدير شركة الطرق وهكذا في باقي الشركات وكل مدير عنده كافة الصلاحيات التي تمكنه من اداء عمله بسهولة ويسر.