عزيزي رئيس التحرير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود ان اشيد بالدور المثمر الذي تقوم به جريدة (اليوم) جريدتي المفضلة والتي اصبحت من الصحف المقروءة ليست في المنطقة الشرقية فقط بل في جميع انحاء المملكة العربية السعودية فهي تقدم تغطية اعلامية شاملة.
ارجو ان يتسع صدركم وصدر السادة القراء لتعليقي هذا على ما نشرته صحيفتكم جريدة (اليوم) بتاريخ 18-12-1423هـ الموافق 19-2-2003م العدد رقم 10841 لرد سعادة الامين العام للتخصصات الصحية.
بعنوان: (الهيئة السعودية للتخصصات الصحية لم تصدر التراخيص للمعاهد الاهلية الصحية).اود في البداية ان اوضح ان الصحافة اخذت في الفترة الاخيرة تناقش موضوع التدريب الصحي الاهلي وكأنه قضية تائهة وليست منظمة او مقننة والمتابع للصحافة يكاد يظن ان هناك المئات من المعاهد الصحية الخاصة افتتحت في المملكة بشكل عشوائي وغير منظم وهذا غير صحيح لان الدولة التي صرحت رسميا لعدة معاهد صحية خاصة لتدريب تخصصات صحية مختلفة والجهات التي اعترفت بهذه البرامج هي المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني والهيئة السعودية للتخصصات الصحية ووزارة الخدمة المدنية. ويتميز عدد من هذا المعاهد ان مناهجه معتمدة من جامعات امريكية وبريطانية واسترالية ويمكن للطالب بعد حصوله على الدبلوم الدراسة للحصول على بكالوريوس في هذه الجامعات بعد عام دراسي واحد وشارك في تحكيم ووضع المناهج اساتذة من الكليات الطبية والصحية بالمملكة وخارجها.لذا احببت ان اوضح لسعادتكم وللاخوة والاخوات القراء بعض الحقائق بصفتي احد المشاركين في تأسيس اول معهد صحي خاص بالمملكة بصفتي مستشارا غير متفرغ واكاديميا في المجال الصحي. ولي ملاحظات ارجو ان تسمح لي وللقراء بابدائها كالتالي:عنوان الرد: كان من الافضل لو كتب (تراخيص المعاهد الصحية تصدرها المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني) وليست الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
والسبب في ذلك هو ان القارئ احيانا يقرأ فقط العناوين الرئيسية خاصة اذا كان في حالة استعجال مما يجعل الانطباع من القراءة السريعة ان المعاهد الصحية تعمل بدون ترخيص من الجهات الحكومية وهذا عكس الحقيقة المذكورة داخل المقال وهي ان الجهة التي منحت التراخيص للمعاهد الصحية هي المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بعد ان اعتمدت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية المناهج.ولست هنا لادافع عن المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني والتي تقوم بدور رائد في التدريب المهني والفني وتوفير وظائف هامة للمواطنين وتنمية القوي البشرية ولكن الحقيقة ان جميع المسئولين وعلى رأسهم معالي محافظ المؤسسة كانوا حريصين كل الحرص منذ بداية فكرة تأسيس المعاهد الصحية الخاصة على وضع آلية دقيقة وعلمية لضمان جودة التدريب الصحي.. وخرجت فكرة ان يتم منح التراخيص لتدريب الدبلومات الصحية من قبل المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بعد ان تتم مراجعة واعتماد مناهج الدبلومات الصحية من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية التي رحبت وشجعت الفكرة وكانت بدايات ناجحة حيث كان التقويم دقيقا ويشارك فيه نخبة من الاساتذة في التخصصات الصحية المختلفة وكنت انا شخصيا وبعض الزملاء من الاساتذة بجامعة الملك سعود بالرياض ممن اقترحوا فكرة ان تقوم الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بتحكيم وتقويم المناهج لاعتمادها بعد ان اعتذرت وزارة الصحة عن المشاركة في التقويم او الاشراف بسبب انشغال ادارة الكليات بأمور كليات وزارة الصحة ورغبة من الادارة في تطوير جودة هذه الكليات الحكومية وهي محقة في ذلك.الا انه بعد ان اعتمدت وزارة الخدمة المدنية هذه الدبلومات وعندما ازداد عدد الطلبة والطالبات واتجهت بعض هذه المعاهد للتدريب في مستشفيات وزارة الصحة وبعض المستشفيات الحكومية بدأ خريجو هذه المعاهد في التوجه للعمل في القطاع الحكومي والذي يحتاج الى هذه الكوادر الفنية السعودية في المجال الصحي لذا فقد رغب معالي وزير الصحة وهو استاذ في الطب وعميد سابق ومدير جامعة رغب في ان يتأكد من جودة التدريب وبالتالي تم عقد اجتماع بين معاليه ومعالي وزير العمل والشئون الاجتماعية ومعالي محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني والامين العام للهيئة السعودية للتخصصات الصحية لوضع آلية عملية محكمة تقوم المعاهد الخاصة على ضوئها بتنفيذ التدريب والتعليم وهي خطوة لاشك في انها رائدة خاصة ان خوض القطاع الاهلي في التدريب الصحي حديث العهد.وفعلا تم التعميم على جميع المعاهد الصحية الخاصة الاسبوع الماضي باعتماد هذه الآلية والتي سيبدأ العمل بها منذ هذا الفصل الدراسي وهي عبارة عن معايير وضوابط لضمان جودة التدريب والخروج بكوادر متميزة تستطيع ان تقدم الرعاية الصحية المتميزة خاصة ان جميع المعاهد الصحية الخاصة المصرحة بالمملكة حاليا يشرف عليها نخبة مخلصة من اساتذة الجامعات السعودية.واود بهذه المناسبة ان اشيد بالجهود المخلصة والتنسيق المتميز الذي يقوم به كل من معالي وزير الصحة الاستاذ الدكتور اسامة عبدالمجيد شبكشي ومعالي وزير العمل والشئون الاجتماعية الاستاذ الدكتور علي النملة ومعالي محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور علي الغفيص وسعادة الامين العام للهيئة السعودية للتخصصات الصحية الاستاذ الدكتور حسين الفريحي ببناء التدريب الصحي الخاص بجودة عالية.ان وجود ابناء وبنات الوطن لتدقيم الرعاية الصحية لآبائهم وامهاتهم واخوانهم واخواتهم واهاليهم يريح المريض ويزيد من تطور الخدمات الصحية ببلادنا خاصة عندما يجتهد العاملون ويخلصون في اعمالهم اما الاجر من الله عز وجل فيكفي انهم يرعون المريض ينشرون الصحة في بلادنا.فما اجمل ان ينخرط ابناؤنا وبناتنا في المجال الصحي لخدمة المرضى الذين شرفهم الله بانه عندهم وان الملائكة يحيطون بزائر المريض كأنه موكب يرافق المريض الذي عنده الله عز وجل.كما ارجو ان نعتبر في مجتمعنا مما حصل اثناء ازمة الخليج السابقة عندما تركت اعداد كبيرة من الممرضات والفنيين الاجانب المستشفيات في الوقت الذي كانت الحاجة لهم ماسة.لنعتمد على انفسنا فلن ينفعنا الا الاعتماد على النفس وعلى ابناء هذا الوطن بعد الله ولن يبني الاوطان الا ابناؤها وبناتها الشجعان الفرسان وابن الوطن احق بحمل هموم الوطن والشرفاء هم الحريصون على الوطن كما قال الفيلسوف فولتير..اعتذر سيدي رئيس التحرير على الاطالة ولكنها قضية وهم وطني احببت ان يشترك فيه الجميع ورسالة اختمها بالقول ادعموا كل المبادرات المخلصة لتطوير وتدريب ابنائنا وبناتنا فمشوار الالف ميل يبدأ بخطوة. ولتظل بلادنا المملكة العربية السعودية السعيدة بقيادتها وشعبها ومن زارها من بلاد الله الواسعة.
@@ أ.د. نبيل محمد ياسين القرشي
استاذ مشارك طب الاسرة جامعة الملك فيصل
نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الاسرة والمجتمع
رئيس فريق العمل المكلف لتوطين الوظائف بمشروع الامير محمد بن فهد مستشار معهد التنمية العربي
