عزيزي رئيس التحرير
قريبا تودع الامة الاسلامية عام 1423هـ لتستقبل العام 1424هـ بالمحبة والامل.
ان الهجرة ليست مجرد ذكرى تعبر بنا الى آفاق جديدة كل عام هجري, وانما هي انطلاقة نحو توحيد امة الاسلام, ولتنير لنا طريق المستقبل.
ففي المدينة المنورة وعبر منبر الحق, ومن فوق اجواز فضاء هذه المدينة المشرفة, صدحت انوار السماء تنادي بوحدانية الخالق جل جلاله وان لاشريك له سبحانه وتعالى.
وهناك في المدينة المنورة اعلن رسولنا ونبينا محمد بن عبدالله - عليه افضل الصلاة والتسليم - قيام دولة الاسلام على هدى كتاب الله وسنة نبيه المطهرة, وحسب مواثيق لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.
ان للهجرة النبوية من مكة المكرمة الى المدينة المنورة عبرا وعظات سامية, تزيدنا ايمانا بقدرة الله جل جلاله في مصائر البشرية جمعاء.
ان ما تعيشه امتنا المسلمة اليوم واقع لا يسر اي مسلم يعيش فوق هذه الارض فالنكبات تتوالى والمصائب تلحقنا من كل مشعوذ وكافر ومنافق.. وهي تلهو بنا وتتقافز وتترامى من حولنا.. حتى بتنا نشكو ظلم الانسان لاخيه الانسان.. بيد ان الامل في اصلاح حال الامة المسلمة لايزال يحدونا وينعش افئدتنا بين حين وآخر.
ان رحمة الله واسعة, تحف بنا دوما ولا تيأسوا من روح الله يا امة محمد.. فالله عز وجل يقول في محكم كتابه: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون). سورة التوبة آية 33, ويقول جل شأنه: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) الآية 110 من سورة آل عمران.
ان الهجرة النبوية موقع من مواقع التأمل العظام في هذه المسيرة المحمدية المباركة.. وان لها لخيرا كثيرا.. وان فيها لعبرا عديدة لا تعد ولا تحصى.. وان دروس الهجرة لتؤكد بكل جلاء ووضوح ان التفريط في العقيدة, وان التساهل في الدين مآله هلاك النفوس وموات القلوب.
اذكر انني قرأت لفضيلة معالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد امام وخطيب المسجد الحرام رئيس مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية قولا شدني بقوة: (التبعية العليا إلى الإسلام) وحده, تتقاصر دونها الانتماءات الارضية والعلاقات القبلية والارتباطات الحزبية. والله يقول في محكم كتابه العظيم: (إنما المؤمنون إخوة.) الآية 10 سورة الحجرات. (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) الآية 17 سورة التوبة.
ان الاقتصاد الإسلامي هو الركيزة لكل عمل تجاري وصناعي وزراعي ناجح.. وان ادواته البنوك الاسلامية, التي تقوم على اسس ومبادئ مقومات الشريعة الاسلامية السمحاء, من رزق حلال لا شبهة ربا او حرام فيه.
اننا نتطلع الى مستقبل مشرق وعام هجرة سعيد بإذن الله تعالى.
أحمد محمد طاشكندي