قبل خمسة ايام على افتتاح مهرجانات ريو قام تجار المخدرات مجددا بعرض قوة وزرعوا الذعر في هذه المدينة البرازيلية عبر تفجير قنابل يدوية الصنع واضرام النار في حافلات واصدار اوامر باغلاق متاجر. ووضعت كل ثكنات الشرطة العسكرية المكلفة بضبط النظام العام في البرازيل في ريو في حال تأهب. وفي الاحياء التي شهدت اعمال عنف عززت الاجراءات الامنية لا سيما في محيط السجون لان السلطات تخشى ان يحاول تجار المخدرات تحرير زملاء لهم معتقلين.
وتقول حاكمة ريو روزينا غاروتينهو ان الوضع تحت السيطرة. ويؤكد رئيس بلدية المدينة سيزار مايا ان كل الاجراءات اتخذت للحفاظ على النظام العام قبل خمسة ايام من الكرنفال عندما تكون المدينة تعج بالسياح، معبرا عن اسفه لاجواء عدم استقرار الامن.
واشار سكرتير الامن العام في ريو الكولونيل جوسياس كينتال الى ان ستة رجال لم تحدد هوياتهم بعد اوقفوا عندما كانوا يوزعون منشورات صادرة عن كوماندو فيرميلو (الكوماندو الاحمر) احد التنظيمات الاجرامية القوية جدا في هذه الولاية يعلن فيها مسؤوليته عن الاحداث التي وقعت.
وفي المنشور اعربت المنظمة الاجرامية عن استيائها من السلطة القضائية وطريقة معاملة المساجين حسبما اوضح كنتال مشيرا الى ان الاوامر بشن هذه الهجمات صدرت من احد سجون المدينة حيث يسجن عدد من كبار تجار المخدرات. وكبار زعماء هذا التنظيم مسجونون حاليا في سجن بانغو1 للمعتقلين الخطيرين في منطقة شمال ريو.وبدأت اعمال العنف فجر الاثنين عندما عطل نحو ثلاثين تاجر مخدرات مدججين بالسلاح، حركة السير على طريق سريع في المنطقة الشمالية ونهبوا ثلاث سيارات وحافلة واضرموا النار فيها.
وفي المنطقة نفسها استهدف مركز مراقبة للشرطة العسكرية باطلاق نار من رشاشات في حين اضرمت النيران في ثماني حافلات بينما اطلقت النيران في المنطقة الغربية على متاجر وتم نهبها لاحقا. وفي عدة احياء امر تجار المخدرات اصحاب المحلات بعدم فتح ابواب متاجرهم. وفي ايبانيما (جنوب) وهو حي سكني وسياحي القيت ثلاث قنابل يدوية الصنع على ثلاثة ابنية مطلة على البحر فضلا عن قنبلة مسيلة للدموع لم تنفجر.
وفي بوتافوجو (جنوب) اضرمت النيران في حافلة الامر الذي خلف ازمة سير خانقة في وقت كان فيه الناس يتوجهون الى مراكز عملهم.
وبعد اعمال العنف الاثنين الماضي علقت سلطات السجون الزيارات الى تجار المخدرات الذين ينتمون الى كوماندو فيرميلو وسحبت اجهزة التليفزيون من زنزانتهم.
ومن وقت الى اخر يأمر تجار المخدرات باغلاق متاجر ومدارس في بعض الاحياء احتجاجا على تحرك للشرطة او يفرضون الحداد في حال مقتل احد زملائهم. وتسيطر ثلاثة تنظيمات متنافسة ومدججة بالسلاح هي كوماندو فيرميلو و ترسيرو كوماندو (الكوماندو الثالث) واوس اميغوس دوس اميغوس (اصدقاء الاصدقاء) بشكل شبه تام على تجارة المخدرات والاسلحة في اكثر من600 مدينة صفيح في ريو.
ويفرض اعضاء هذه التنظيمات قانونهم الخاص في السجون ولا يواجهون اي صعوبة في الحصول على هواتف خلوية لمواصلة نشاطاتهم. وعشية الانتخابات الرئاسية في اكتوبر، شلت المدينة موجة مماثلة من اعمال العنف.
فبامر من تجار المخدرات تمكن شبان من سكان مدن الصفيح من اغلاق متاجر ومدارس في اكثر من 80 حيا مستخدمين التهديدات. وتلقت الشرطة معلومات يومها تشير الى ان تجار المخدرات كانوا يعدون لفرار ثمانية من زعمائهم المسجونين.