أحداث تمزق القلوب، مشاهد تثير الأعصاب، إصابات تدمع لها عيون، الصغار قبل الكبار، خوف يدب في قلوب شعوب العالم، دمار، ظلم،تشريد، كلها تحدث في آن واحد. مر عليها أكثر من نصف قرن وهي حزينة مغتصبة، مدمرة، مظلومة لا تستطيع الدفاع عن نفسها فهي محاصرة من جميع الجهات وكأنها مقيدة بسلاسل من حديد.دمرت في أعين العالم، خربت،تلاشت أجزاؤها في كل صوب، حزينة تبكي كل يوم دموع الألم والحسرة،دموع من الدماء الطاهرة التي روت بها أرضها.
مظلومة: تنادي وتصرخ بأعلى صوتها، أنقذوني، ارحموني، فهل من مجيب؟! قدمت الفدية من أغلى ما تملك من الصغير إلى الكبير واضحة مع نفسها ومع أبنائها، صريحة في كلامها، زرعت القوة والعزيمة في أنفسهم، تعتمد عليهم في السراء والضراء، رفعت رأسها بأبنائها وبناتها على الرغم من تعاستها وحزنها. فمن منا من يسمع نداءها، ويجيرها من الظلم والعدوان، ومن منا من يسعدها لحظة واحدة في حياتها كي تسجلها في تاريخها ومن منا قادر على إرجاع البصر والنور لها. سجلت أروع اللحظات في تاريخها العريق على الرغم من سوء حالتها والتي تتصارع معها كل يوم. تركت بصمة على جبين العالم، انها بصمة الأم الحبيبة بصمة الحرية، بصمة فلسطين.
بنت الأحساء