كان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يضع امس الثلاثاء اللمسات الاخيرة على تشكيل الحكومة التي سيقدمها قريبا امام الكنيست (البرلمان) بالرغم من الانتقادات، في حين تبث مصادره الاعلامية دعاية للتوصل الى هدنة مع الفلسطينيين.ونجح شارون في ضمان غالبية في الكنيست من 61 نائبا من اصل 120 بتوقيعه اتفاقات مع حزب شينوي (التغيير) العلماني من اليمين الوسط الذي حقق نتائج جيدة في الانتخابات التشريعية في 28 يناير بحصوله على 15 مقعدا ومع الحزب الوطني الديني الناطق باسم المستوطنين (المفدال).وبموجب الاتفاقات حصل شينوي على خمس حقائب وزارية هي العدل والداخلية والبنى التحتية الوطنية والبيئة والتكنولوجيا والعلوم، في حين اسندت الى الحزب الوطني الديني حقيبتا الاسكان والعمل والشؤون الاجتماعية.
وقال مسؤول كبير في الليكود ايال اراد لوكالة فرانس برس ان شارون، الذي حقق حزبه فوزا ساحقا في الانتخابات التشريعية، يعتزم طرح تشكيلة الحكومة في البرلمان لنيل الثقة غدا الخميس او الاثنين القادم على ابعد تقدير.
وحتى ذلك الحين سيتخذ ائتلاف احزاب اليمين المتطرف (سبعة نواب) قرارا بشأن المشاركة ام لا في الحكومة.
واثار انضمام حزب شينوي الى الحكومة استياء حزب شاس المتشدد الذي كان حليفا قريبا لليكود. ووعد حزب شاس باسقاط الحكومة ووصف زعيم شينوي تومي لابيد بانه عدو اليهودية.
وانتقد حزب العمل، الخاسر الاكبر في الانتخابات التشريعية، (19 مقعدا) حزب الليكود لاشراك الحزب الوطني الديني في الحكومة الداعي الى تكثيف الاستيطان اليهودي في الاراضي المحتلة عام 1967م.
الا ان حزب العمل يشهد انقسامات داخلية وينتقد عدد من اعضائه زعيمه عمرام متسناع لفشله في التوصل الى اتفاق لتشكيل ائتلاف مع حزب الليكود.
وداخل الليكود، اثار توزيع الحقائب الوزارية استياء كبيرا.
واعربت السلطة الفلسطينية على لسان صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني عن مخاوفها من استمرار تعطيل المفاوضات مع الائتلاف الجديد. وقال عريقات ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة المنبثقة عن تحالف بين حزب الليكود والحزب الوطني الديني ستكون حكومة استيطانية ترفض السلام.
وفي حين ان المفاوضات مستمرة لوضع اللمسات الاخيرة على تشكيلة الحكومة، ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان اسرائيل اقترحت على الفلسطينيين وقف عمليات التوغل وغيرها من العمليات الهجومية في قطاع غزة في مقابل وقف الهجمات الفلسطينية.
وقد كلف شارون الوزير من دون حقيبة دان ميريدور بإجراء الاتصالات مع الولايات المتحدة ودول اخرى من اجل تطبيق هذه الخطة. وقال ميريدور من الواضح ان للفلسطينيين مصلحة في وضع حد لما وصفه الهجمات الجنونية التي تنفذها حركة المقاومة الاسلامية حماس.
وألمح الى انه يجري اتصالات مباشرة وغير مباشرة في هذا الخصوص مع ممثلي السلطة الفلسطينية لكنه اكد مجددا الموقف الرسمي لاسرائيل التي تؤكد ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لا يمكن ان يكون محاورا مقبولا.
وبحسب الاذاعة العسكرية تتضمن المقترحات الاسرائيلية اجراءات لتخفيف معاناة السكان المدنيين الفلسطينيين، لكنها تستبعد اي تفكيك للمستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقد نفى عريقات امس ان تكون اسرائيل قد اقترحت على الفلسطينيين وقف عمليات التوغل وغيرها من العمليات الهجومية في قطاع غزة مقابل وقف الهجمات الفلسطينية مؤكدا ان الحديث عن السلام شيء وما تقوم به الحكومة الاسرائيلية في قطاع غزة شيء آخر.
من جهة اخرى توفي فلسطيني اصيب بجروح بالغة برصاص الجيش الاسرائيلي في 16 من فبراير في نابلس بالضفة الغربية مما يرفع عدد الشهداء الى 2246 شيهدا منذ بدء الانتفاضة في نهاية سبتمبر 2000 وقتل خلال الفترة 695 اسرائيليا.