ظاهرة النزاع والخلافات العائلية المستمرة ظاهرة خطيرة تهدد كيان الأسر وتحول دون استمراريتها و في الآونة الأخيرة , كثرت هذه الظاهرة وانتشرت , وللأسف عند شريحة الشباب اكثر انتشارا وتعقيدا والسبب على ما أظن احلام الشباب الوردية التي رسمها خيالهم الخصب لغير الواقع لجنة عرضها السماوات والأرض تتربع على عرش من ضباب , فما أن تشرق الشمس , وينتهي شهر العسل , حتى ينجلي الضباب , وتظهر الحقيقة و خيال واسع يذوب في سراب لم يتوقع , وأحلام ترتطم بصخرة الواقع , وصحوة بعدها تبدأ مرحلة اعادة الحسابات , اختلاف البيئة والظروف التي نشا فيها الزوجان وأثر هذه الظروف على السلوك والذوق والمواقف , وعدم فهم كل طرف تقاليد وعادات وسلوك الطرف الآخر سبب هام للنزاع كما أن السبب الثاني وهو الاهم جعلهما بالحياة الزوجية , وعدم فهم الهدف الرئيسي من الزواج أصلا فليست الحياة الزوجية رحلة للتنزه وإنما هي ارتباط مقدس , وتكليف شرعي لاستمرار النوع الانساني وعمارة الأرض الذي هو هدف وغاية للخالق سبحانه وتعالى ولنجاح الهدف جعل الله بين الزوجين مودة ورحمة , ووضع لكل منهما حقوقا وعليه واجبات تجاه الآخر لإيجاد الاستقرار النفسي , والعاطفي .. وللحد من ظاهرة انتشار الخلافات الزوجية بين الأزواج حديثي العهد لابد من محاولة تفهم الغاية الحقيقية من الزواج وتطبيع الأفكار على أساس من النقاط المشتركة , والأذواق المتماثلة , وتقريب وجهات النظر وتقديم التنازلات للوصول الى حالة من التفاهم المشترك , والى حلول صحيحة للمشكلات وبالحب الحقيقي للروح تذوب كل هذه المشكلات ويختفي سوء التفاهم الناتج من اختلاف البيئات واسلوب التربية , وطريقة الحياة , لأن حب الروح ضرورة من ضروريات الحياة الزوجية , وبه تتجسد روح التضامن والاحترام , الانسان يحيا بالحب السامي , ومن أجله يعيش الحياة السعيدة , اما الجمال الظاهري والثراء فلم يكونا قط هدفا ولا غاية ولا ميزانا للسعادة , على عكس الجمال الباطني والمعنوي المتجسدين في الخلق الكريم , وفي الكمال الانساني فهما السعادة بعينها , ولا يمكن ان يولد حب حقيقي على أساس من المظاهر المادية الزائفة , الحياة المشتركة تنطوي على ايجابيات لا حصر لها على صعيد التكامل الانساني وإثراء الشخصية , ولابد من انسجام الفكرة والرؤية المشتركة للحياة الزوجية لتكون الأرضية صلبة والمناخ صحيا بالرغم من اختلاف البيئات والظروف ومن الضروري جدا التنازلات من كلا الطرفين إذا أرادا استمرارية الزواج , وحتى لا يتحول الزواج الى عقاب.