DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد العلي

محمد العلي

محمد العلي
أخبار متعلقة
 
(كان أحد الولاة مشغولا بشؤونه اذ نجم شاعر من بين يديه، فأنشده شعرا، مدحه فيه وقرظه ومجده، فلما فرغ، قال الوالي: أحسنت، ثم أقبل على كاتبه وقال: أعطه عشرة آلاف درهم، ففرح الشاعر فرحا شديدا، فلما رأى حاله قال: إني أرى القول قد وقع منك هذا الموقع.. اجعلها عشرين ألف درهم، فكاد الشاعر يخرج من جلده فرحا. فلما رأى فرحه قد تضاعف قال: ان فرحك ليتضاعف على قدر تضاعف القول.. اعطه يافلان اربعين ألف درهم. فكاد الفرح يقتله. فلما رجعت اليه نفسه، قال له: انت ـ جعلت فداك ـ رجل كريم، وأنا أعلم انك كلما رأيتني قد ازددت فرحا زدتني في الجائزة.. وقبول هذا منك لا يكون إلا من قلة الشكر، ثم دعا له وخرج. فأقبل عليه كاتبه قائلا: سبحان الله.. هذا كان يرضى منك بأربعين درهما.. كيف تأمر له بأربعين ألف درهم؟ قال: ويلك أتريد ان تعطيه شيئا؟ قال: ولم أمرت بذلك؟ قال: يا أحمق: انما هذا رجل سرنا بكلام، وسررناه بكلام. هو حين زعم أني أحسن من القمر وأشد من الأسد، وان لساني أقطع من السيف، وان أمري أنفذ من السنان.. هل جعل في يدي شيئا أرجع به الى بيتي، ألسنا نعلم انه كاذب؟ ولكنه سرنا بذلك، فنحن أيضا نسره بالقول، ونأمر له بالجوائز وان كان كذبا، فيكون كذب بكذب وقول بقول. فأما ان يكون كذب بصدق وقول بفعل، فهذا هو الخسران المبين). ما رأيك في هذا الموقف؟ ترى لو ان جميع الولاة فعلوا ما فعله هذا الوالي الذي اعتبره الجاحظ من البخلاء.. اما كانوا قد وفروا للشعر العربي حياة أخرى، وألبسوه وجها آخر لا غبار عليه من الذل والمهانة؟==1== ولولا خصال سنها الشعر ما درى==0== ==0==بغاة العلى من أين تؤتى المكارم==2== هكذا قال احد الذين كانوا يقفون على الأبواب، على الرغم من عبقريته الإبداعية، وتحويله السياق الشعري من مستوى الى مستوى أفضل.. وكانة بهذا يلتمس مبررا لذلك الوقوف المهين.==1== ذل من يغبط الذليل بعيش==0== ==0==رب عيش أخف منه الحمام==2==