اعتدت ان أعطي أولوية المرور للقطة في أي مكان تواجهني فيه خوفا منها لا احتراما لها وفي خلفية منزلي كانت القطط تتجمع بشكل كبير تتقافز هنا وهناك بحثا عن بقايا وجبة دسمة في صندوق القمامة, وجودها كان مزعجا, وطالما تمنيت في سري من يخلصنا منها بالطريقة المعتادة وهي حملها الى أي مكان بعيد حتى لا تعود.
مرت أيام قبل ان أتأكد من ان القطط قد اختفت وغيابها طال وحمدت الله على ذلك ويبدو ان احدا ممن بالجوار كان يعاني مثلي فحملها الى مكان ما. الى أين رحلت لا يهم. فالأهم انها اختفت. وقد صادفت فرحتي بذلك ما بثته وكالات الأنباء عن جاك دامبرون وهو شخص نبيل الخلق رهيف الحس كان يتألم أشد الألم وهو يضع ديكه العزيز في كيس بلاستيك ويدفنه في الحديقة وقد تفجر الحزن في نفسه بعد ذلك الموقف ولكن حزنه لم يذهب سدى فقد ولدت لديه فكرة صناعة صناديق خشبية لدفن الحيوانات. صندوق من الخشب الناعم يزينه إطار توضع فيه صورة الحيوان الفقيد ولا أدرى ما الحكمة من وضع الصورة مع ان الصندوق سيدفن في النهاية..
وبعد ان قرأت الخبر وامعنت النظر في ملامح جاك وجدت انه يعطيك انطباعا بانه رجل قاس ميال للشر في الوقت الذي اعرف فيه ان صورتي تعطي انطباعا بالطيبة والمسكنة ولكن صدق من قال: (الناس مخابر ما هي مظاهر) فجاك (حنين) وانا قاسية فرحت لاختفاء القطط والأسوأ ان صحيفتي معهم حافلة بالسوابق ففي طريقي للكلية من شارع 42 كثيرا ما رأيت قططا دهستها عجلات السيارات وظلت محلها في الطريق وبدلا من ان أوقف السيارة وأصرخ بالمارة قفوا أيها المتوحشون وأحمل القطة واضعها في صندوق او حتى كيس كنت أكتفي بشعور (القرف) من ذلك المنظر فاخفض نظري عنه حتى أبتعد!!
ارجو ان يسامحني جاك وأمثاله واعدهم باني سأعمل منذ اليوم على الترحيب بالقطط وغيرها من الحيوانات وسوف أقدم اقتراحا لإدارة المرور لعلهم يدرجوه ضمن حملاتهم المرورية القادمة بل ربما يكون شعارا للحملة.
انقذوا القطط من أشرار شارع 42.
الحيوانات فرضت نفسها بدأنا بالأرنب وكان القرد واسطة العقد وختمنا بالقطة. (وثلثنا وغدا الشر).