عزيزي رئيس التحرير
قرات مقالة الكاتب الكبير (فهمي هويدي) في صفحة الراي باليوم الغراء عدد الثلاثاء 24 ذي الحجة تحت عنوان (الذي أنكسر في أمريكا) وفي الحقيقة كان كم المعلومات والاسلوب من عناصر التشويق في المقالة. وان كان الحصول على المعلومة ليس بالامر الصعب الآن على الباحث في وجود الانترنت الذي يسمح لكاتب كبير او لباحث ان يقرأ الصحف الامريكية او الغربية او حتى الدخول الى مراكز الابحاث وغيرها.
لقد عرض كاتبنا الكبير الكثير من الاحداث والوقائع باسلوبه السلس ليؤكد على ان امريكا لم تعد الآن جنة الحرية التي يمكن للجميع ان يسعوا اليها، وانها بعد احداث سبتمبر تعيش حالة جديدة يهيمن فيها اليمين الاصولي على مقتضيات الامور ومنها الأمن والحرية الشخصية والهيمنة على الادارة.
وقدم الاستاذ هويدي امثله عديدة تؤكد صحة ما طرح.
وفي الحقيقة ان ما طرح من نصوص مسودة القانون الجديد الذي تم وضعه في مكتب وزير العدل يجعل يد الحكومة الامريكية مطلقة في كبت الحريات الشخصية والعامة ويمنح رجال المباحث الفيدرالية قدرات واسعة للهيمنة والاعتداء بل وطرد بعض افراد الجاليات وبالطبع ستكون (الاسلامية) المقيمة بل وبعض الامريكيين من اصول عربية او اسلامية.. القانون مذهل بوصف من وصفوه.. والاجراءات القمعية تجعل الادارة الامريكية تقترب رويدا رويدا من ادارة العالم الثالث في الهيمنة.
وهنا نطرح سؤالا هاما واين المنظمات المدنية الامريكية من كل ما يحدث؟
وهل ستنتصر هذه القوى على تاريخ طويل من الحريات بدءا من قيام الولايات المتحدة وحتى ما قبل الحادي عشر من سبتمبر؟
واين الشعب الامريكي من كل ما يحدث.. وهل سيتم تغييبه واستنفاره نفسيا بدعوى محاربة الارهاب واذا كان كل ذلك يحدث الان بعد سبتمبر الا يجعلنا نتفق مع من قالوا ان احداث سبتمبر مصنوعة امريكيا لاجل احداث هذه الحالة من الخلل السياسي والفكري والامني سواء على مستوى الداخل الامريكي الذي هو مهم جدا ثم تمرير المخطط الموضوع قبل وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي لفرصة الهيمنة الامريكية وارادة القطب الواحد تحت شعار قديم اطلقه الرئيس الامريكي الثالث (امركه العالم) ان كل ما يحدث وما طرحه هو يدي في مقاله وما تقرؤه يجعلنا نفكر بجدية في فكرة المؤامرة وبأن ما حدث مخطط ومدبر وان توقف امريكا عن المطالبة بـ(بن لادن) او البحث عنه تأكيدا على ان هناك شيئا ما وان المطلوب الآن انهاء دور بن لادن عن طريق تقليم اظافره بالقبض على عناصر القوة لديه وايضا التضييق عليه ماديا.. وربما الاحداث التي وقعت بعد سبتمبر تؤكد ان ما قامت به القاعدة انما هو رد فعل للغضب الذي طالها نتيجة تخلى امريكا عن تعهداتها لها ونتيجة استباحة دمها واعتبارها كبش فداء لما حدث؟
اليست الاحداث تقود الى ذلك؟نحن لم نشطح بخيالنا بعيدا فاعادة للسيناريو منذ الحرب الباردة وحتى الان تؤكد ما هو اكثر من ذلك وكم كشف لنا التاريخ الكثير من الاسرار والتحالفات حول امور اكثر غرابة.
ومازال حبل الاسئلة ينفك ونتجه بسؤال آخر لكاتبنا الكبير عن الذي انكسر عربيا فاذا كنا قد حللنا وكشفنا عن (الذي انكسر في امريكا) وكالعادة كان للصهاينة واليهود دور كبير في ذلك ولا اعتقد هل نحن نضخم هذا الدور بالفعل ام ان عددا قليلا من اليهود لا يمثلون 1% من تعداد امريكا لديهم كل هذه القدرات وهذه القوى وهذا التأكيد على السياسة الامريكية والاقتصاد الامريكي؟
السؤال مر وصعب والذي انكسر عربيا.. لا أعتقدا ن شيئا ما كسر ولكن كان هناك تأكيد وابراز هذا الانكسار ونتمنى من كاتبنا الكبير ان يكشف لنا كما كشف عن الواقع الامريكي يكشف لنا بالحقائق والوثائق بعض الانكسار العربي سواء على مستوى الداخل او على مستوى الخارج ولعل سؤالا واحدا اكثر صعوبة ومرارة يترد في خلد كل مواطن عربي وهو:
هل هناك أمل؟ ومتى؟
ويمكن تكملة السؤال بمئات الصفحات لتفسير كلمة واحدة وهي (الامل)
اننا محبطون اكثر من الامريكان فهم يملكون القوة ويمكن لهم بغزو العراق ان يعيشوا في مناخ الانتصار الذي ينسيهم كما يراهن الساسة هناك.. الحريات والظلم والدمار والقتل الذي سينتج من جراء الحرب.
ماذا يجري؟ وما الذي انكسر؟ وما جدوى هذه الكتابات؟وما جدوى ان نعرف لنشقي يا استاذ هويدي.. ولعلك تجيب.
حنظلة العبسي