عندما يخطىء انسان عادي فخطؤه مسموح ولا يمكن لاحد ان يلومه على خطئه
ولكن المصيبة ان يأتي الخطأ من معلم ومعلمة شرفهما الله تعالى بان وهبهما اعظم وانبل مهنة يمتهنها بنو البشر وهي (التربية والتعليم).
قصة حقيقية وقعت ابطالها معلم ومعلمة رزقا بمولود بلغ من العمر ثلاث سنوات.
تدور احداث القصة حول هذين المعلمين اللذين يذهبان الى مدرستيهما كل صباح ويعودان بعد الظهر ويتركان طفلهما الرضيع وحيدا داخل غرفة من اربع جدران.
يبكي فلا مجيب ويصرخ فلا احد يسمع صراخه ينادي بصوت عال (ماما ماما) (بابا بابا) فلا احد يرد عليه حتى الأم الحنون والعطوف تركت فلذة كبدها التي تعبت وشقيت من اجله بسبب حفنه من المال.
الا يشعر هذان الابوان بالخوف على طفلهما مما قد يصيبه من الاخطار وهو وحيد في المنزل الا يحسان نحوه بالعطف والحنان.
هل وصلت بنا الامور الى درجة اعمتنا فيها اعباء الحياة وظروف العمل ان اولادنا فلذات اكبادنا لنرميهم في البيت مثل اية قطعة اثاث.اين الخوف من الله بل اين هي عاطفة الابوه تجاه طفل يحتاج الى حضن دافىء وصدر حنون.
فما ذنب هذا الطفل ليحرم من والديه كل صباح ويفقد حقا من حقوقه المشروعة ويكون حاله كحال طفل يتيم فقد ابوايه.
ولنفرض لاسمح الله ان هذا الطفل حصل له مكروه ماذا سيفيدهم المال الذي تركوه من اجله وبعدها لن ينفع الندم.
فكيف نرضى لمثل هؤلاء ان يربوا ويعلموا اولادنا في المدارس وهم مقصرون في تربية اولادهم فاذا لم يكن لهم خير لأولادهم فلن يكون لهم خير لاولاد الناس.
واخيرا اقول لهذين المعلمين اتقوا الله في طفلكما ووفقا بين العمل وتربيته وحاولا ان تؤمنا له سبل الطمأنينة ووسائل الراحة باية طريقة كانت فهناك دور للحضانة تعتني بالطفل في وقت عملكما وتقوم برعايته وتعليمه.
فاذا تعذر ذلك فلا سبيل لكما الا بقاء احد كما بجانب الطفل.
محمد الدغيم ـ النعيرية
