تأتي اهمية هذا الكتاب لمؤلفه دكتور يسري دعبس والتي تتعلق بالتكوين النفسي للمدمن في الثقافات للمدمن في الثقافات المختلفة كمبحث هام في الانثروبولوجيا السيكولوجية لكون عملية الادمان في حد ذاتها هي نمط سلوكي يمارسه الشخص او بعض افراد المجتمع الذين ينتمون اليه ويدخلون في دائرة العلاقات الاجتماعية الواسعة في هذه المجتمعات المتباينة ثقافياً ومن ثم يؤثر فيه ويتأثر بالمحيط الاجتماعي والثقافي، وبناء عليه يبرز التقاء وجهتي النظر النفسية والانثروبولوجية في الاهتمام بسلوك الشخص المدمن في تلك الثقافات المتباينة ومن ثم ابراز الشخص المدمن في تلك الثقافات المتباينة ومن ثم ابراز المعنى الرمزي للمواد المخدرة وبالنظر اليها والطقوس والوظائف المقترنة بالتعاطي، وهذه المعايير تتأثر بالثقافة التي ينتمي اليها الشخص المدمن وبالتالي تؤثر في الابعاد المختلفة لتكوينه النفسي وهذا ما سيتضح عند عرضنا الدراسات الميدانية ونتائجها.
ولقد اختار المؤلف ثلاثة نماذج لانماط مجتمعية محلية لكي يبين التفاوت الواضح في العلاقة بين الثقافة وشخصية المدمن بمعنى انه اختار ثلاثة اماكن مختلفة في مصر لكي يبين مدى تأثير البيئة والظروف المحيطة كجزء من ثقافة الفرد على المدمن.
ولقد اعتمدت هذه الدراسة على عدة مناهج واتجاهات نظرية تتطلبها الابعاد المتداخلة والمتشابكة في هذه الدراسة منها الاتجاه البنيوي الوظيفي، والمنهج المقارن، ومنهج دراسة الحالة، كما استخدم المؤلف كافة الادوات التي تتيح لهذه الدراسة المركزة الشمولية لكافة جوانب القضية محل الدراسة كالملاحظة بالمشاركة، المقابلة, الاخباريين، دليل العمل الميداني، التسجيل الصوتي.. وهكذا.
وقد قسم هذا الكتاب إلى بابين: الباب الاول تحت عنوان المفاهيم والتصورات والاتجاهات النظرية حول دراسة الثقافة والشخصية وقد جاء هذا الباب في فصلين اما الباب الثاني فيأتي تحت عنوان التكوين النفسي للمدمن في الثقافات المختلفة ويأتي هذا الباب في اربعة فصول، ويمكن تلخيص محتويات الدراسة في عدة نقاط، حيث تناول العلاقة بين الثقافة والشخصية مشيراً إلى مفهوم الثقافة وتعريفاتها المختلفة الوضعية والتاريخية والمعيارية والسيكولوجية والبنوية والتطورية والانثروبولوجية.. ثم تناول التكوين النفسي للمدمن في الثقافات المختلفة من دراسة ميدانية في ثلاثة مستويات ثقافية متباينة بدوية وقروية وحضرية موضحاً اهمية دراسة التكوين النفسي للمدمن والعناصر الاساسية للشخصية والتأثير والتأثر بين الثقافة ومكونات الشخصية كما تناول التكوين الجسمي والانفعالي والعقلي والاجتماعي للمدمن كل على حدة.
والكتاب في مجمله محاولة عملية ميدانية مخلصة لالقاء الضوء على التكوين النفسي للمدمن من اجل المساعدة على اتخاذ التدابير المختلفة صحياً وثقافياً واجتماعياً وامنياً لحماية الشخصية العربية القومية كطاقة خلاقة مبدعة من المخططات المحلية والدولية التي تهدف إلى تدميرها.