كثير من الناس يحتفظون بمفاتيح عديدة قديمة وجديدة، متنوعة الاشكال والالوان، البعض منها هام والبعض غير هام، ولكن الاحتفاظ بها جميعا ضروري لفتح ابواب صغيرة وكبيرة واقفال هامة وضرورية وربما اقفال وقيود لأسرى امضوا زمنا طويلا وطويلا جدا. المفاتيح تعمل بواسطة اسنان فان كانت منتظمة مع الاقفال والقيود فسوف تفتحها لتطلق وترجع الاسرى احرارا، وان كانت الاسنان هشة وغير منتظمة لم ولن تفتح القيود. الوان المفاتيح عديدة ومتنوعة فمنها الاصفر والاحمر والازرق، تعطي المفاتيح مظهراً مختلفاً وجذاباً ولكن بلا اسنان. الامل الوحيد لفتح قيود الاسرى بالمفتاح الايماني وبأسنان منتظمة ومتوافقة مع الاستجابة الالهية (ان شاء الله تعالى) واليكم هذه القصة:
يروى ان امرأة جاءت الى بقي بن مخلد (مفسر، محقق، حافظ من اهل الاندلس له تفسير وكتاب في الحديث، مات سنة 276هـ) فقالت ان ابني قد اسره الروم، ولا اقدر على مال اكثر من دويرة، ولا اقدر على بيعها فلو اشرت الى من يفديه بشيء فانه ليس لي ليل ولا نهار، ولا نوم ولا قرار. فقال: نعم، انصرفي حتى انظر في امره ان شاء الله تعالى.
قال: واطرق الشيخ وحرك شفتيه. قال فلبثنا مدة فجاءت المرأة ومعها ابنها فأخذت تدعو له وتقول: قد رجع سالما وله حديث يحدثك به.
فقال الشاب كنت في يدي بعض ملوك الروم، مع جماعة من الاسارى وكان له انسان يستخدمنا كل يوم يخرجنا الى الصحراء للخدمة ثم يردنا وعلينا قيودنا، فبينما نحن نجيء من العمل مع صاحبه الذي كان يحفظنا، فانفتح القيد من رجلي ووقع على الارض.. ووصف اليوم والساعة فوافق الوقت الذي جاءت المرأة ودعا الشيخ فنهض الى الذي كان يحفظني وصاح عليَّ وقال: "كسرت القيد". فقلت "لا إلا انه سقط من رجلي". قال فتحير واحضر صاحبه واحضر الحداد، وقيدني، فلما مشيت خطوات سقط القيد من رجلي، فتحيروا في امري فدعوا رهبانهم فقالوا لي: ألك والدة؟، فقلت نعم، فقالوا: وافق دعاؤها الاجابة، وقالوا: اطلقك الله فلا يمكننا تقييدك" فزودوني واصطحبوني الى ناحية المسلمين.
وفي هذه المرحلة ليس لنا الا الدعاء، والدعاء، والدعاء للاسرى.
اللهم احفظهم ونور قلوبهم والهمهم الصبر وعجل برحمتك وفضلك بفرج عاجل
القبس الكويتيه