طبعا قد يكون العنوان في ظاهره عن المعاق ولكن حقيقة الامر غير ذلك فمقالي هنا يتناول الشخصية الانسانية عموما لانها لا تختلف بين بني البشر الاسوياء منهم والمعاقين فالتركيبة الشخصية واحدة فالمعالج يصب اهتمامه نحو الشخصية مع الاخذ بعين الاعتبار الحالة التي هو عليها.ولكن الاهم من ذلك كيفية التحدث مع الشخصية الانسانية باختلاف اوضاعها- مع تحفظي حول كلمة (اختلاف اوضاعها) لانه اختلاف جسماني لا اكثر فالتركيبة العقلية هي نفسها والمقصود هنا ذوي الاعاقات الجسمانية فقط - وكذلك كيفية صياغة هذه الشخصية للمعاق!! ومن المسئول عن انماء تلك الشخصية هل هم الوالدان او المعاق نفسه!!ام هي البيئة والمجتمع الذي يقطن به ذلك الشخص المعاق!!
اولا ان التحدث مع اية شخصية سواء كانت من المعاقين او غيرهم من الاسوياء يجب ان يكون هناك احترام شخصي لمن امامك بغض النظر عن المخزون الثقافي الذي تتمتع به فيجب عليك ان يستوعب المتلقي ما تقول اي انك قبل ان تتحدث يجب ان تحاول معرفة شخصية المتلقي وان لم تستطع فحدثه بامور بسيطة ثم ارتق به خطوه خطوه وخلال حديثك ستقرر ان تنتقل الى الخطوة القادمة ام تتوقف بحسب استيعاب من هو امامك.اما المسئول عن انماء تلك الشخصية للمعاق وغيره فهما في المقام الاول الوالدان فبحنكتهما و درايتهما يستطيعان اخراج ابنيهما الى بر الامان من العزلة او الخوف من تلك الاعاقة بسبب ما يجده ممن حوله تجاه تلك الاعاقة وهما بذلك - الوالدان - يحولان تلك الكتلة الجسمانية الى شعله من النشاط الخارجي مما يجعله ينسى تلك الاعاقة او يتفاعل معها اكثر ويأتي هنا دور المعاق بعدم الاستسلام لتلك الاعاقة والتكيف معها بقدر الامكان مما يؤدي في النهاية الى خروجه الى ذلك الشاطىء الجميل الذي يدعي شاطىء الانتصار على الاعاقة وقد يغرس على هذا الشاطىء شجيرات من ابداعه الجميل الذي قد يفوق ابداع ذلك الشخص السوي.
اخيرا.. لا يعتقد البعض ان هذا الامر يحدث في يوم او يومين او سنة او سنتين بل قد يصل الى عشرين سنة فهو عبارة عن تراكم تجارب تصل بك الى الانتصار الحقيقي.
عبدالباسط ابراهيم الفقيه
