قدرت احصائية حجم ما تنفقه النساء الخليجيات على العطور وأدوات التجميل والزينة بما يقارب 7.5 ألف مليون ريال سعودي, وهو ما اعتبره البعض رقما مذهلا اذا قورن بمقاييس الانفاق النسائي في الدول الأخرى, بما فيها الدول المصنعة أصلا لأدوات الزينة.
وأوضح الباحث السعودي سيف بن عبدالعزيز السيف ان ما يستنزف في المملكة وحدها على أدوات التجميل يتجاوز المليار ونصف المليار ريال سنويا مرجعا ذلك الى ما سماه الإلحاح الإعلاني المتواصل على عقول النساء مما يدفعهن للبحث عن تلك المستحضرات حتى ولو كن في غير حاجة اليها فقط للتقليد او المباهاة والتفاخر رغم ان البحوث الطبية أثبتت ان هذه المستحضرات لها مخاطر عديدة على الصحة.
واعتبر السيف ان بعض شركات التجميل تلجأ للدعاية المكثفة والإغراء ضمن محاولاتها للهيمنة على ثروات الشعوب وانها تدير اقتصاد العالم (بالريموت كنترول) لصياغة ونشر القيم الثقافية الاستهلاكية والأداة الرئيسية في ذلك الإعلانات التي عن طريقها يتم توليد حاجات جديدة للأفراد والتحكم في أولوياتها وأذواقهم مما يؤدي لانفاق ميزانية الأسرة على أشياء وأدوات الهدف منها الاستعراض واضاعة الأموال على أشياء غير ضرورية مما يدمر الأسرة والمجتمع على السواء.
من جهة أخرى, قالت الباحثة الاجتماعية حصة الدوسري ان الإعلانات المبهرة ترسخ قيم الإسراف في ا لمجتمع وهو مرض اجتماعي خطير يكشف عن الإدعاء بغير الحقيقية في كل صور وألوان الحياة وهو أمر بالغ الخطورة ويصيب المجتمع بأضرار فادحة ويحدث فيه شرخا اجتماعيا بين فئات المجتمع الغنية والفقيرة حيث توجد تلك الإعلانات الفخمة المزيد من التطلعات التي قد تدفع البعض منهم للانحراف.
