بعض الناس يعانون أمراضا نفسية بسبب طبيعة وظروف مهنهم التي تتطلب وقتا طويلا من التفكير لاتخاذ قرارات مناسبة فيها.. ويؤكد علماء الطب النفسي ان مرضاهم غالبا يكونون من اصحاب المهن التي تعتمد على التفكير ويكون العقل هو اداة تنفيذها.. يقول الدكتور يسري عبدالمحسن استاذ الطب النفسي ان المهن المرتبطة بالتفكير واعمال العقل وتشغيله في معظم الاوقات قد تشكل ضغوطا نفسية على الانسان الذي يمتهنها وذلك على عكس المهن اليدوية التي تعتمد بشكل اساسي على تشغيل عضلات الجسم بصفة عامة دون الحاجة لوظائف العقل الخاصة بالتفكير لتنفيذها ومن ثم فانها لاتشكل خطرا على صاحبها وكذلك يرى ان المهن التي تتطلب اتخاذ قرارات هامة مؤثرة على المحيطين اكثر خطرا من تلك التي تخرج عن كونها اعمالا روتينية متكررة حيث انها تشكل عبئا اضافيا يقع على عاتق صاحبها خاصة اذا كانت لا تتناسب مع قدرات ذكائه ويزداد الامر صعوبة اذا كان صاحب المهنة لا يحبها او يعمل بها بالاجبار والاضطرار.. وترتبط المهنة الخلاقة بالأمراض النفسية ارتباطا وثيقا حسب ما يذكر المتخصصون في هذا المجال فالأدباء والشعراء بشكل عام يعتمدون في اعمالهم على توافر جو نفسي معين ومناخ مناسب يبدعون فيه من خلال اعمالهم الادبية والفنية سواء كانت قصة ادبية او قصيدة شعرية او لوحة فنية لا تتم بسهولة كما يعتقد البعض فلابد من تهيئة نفسيا ليخرج اروع ما عنده ويظل المبدع في حالة توتر وقلق مستمرين حتى يترجم الحالة الوجدانية في داخله الى اعمال ادبية مختلفة الاشكال والموضوعات كما يرى علماء النفس ان المرأة رغم تعرضها لنفس الظروف وضغوط العمل التي يتعرض لها الرجل الا انها اكثر تحملا واقل استعدادا منه للاصابة بأمراض المهن التي يكون العقل ركيزتها الاساسية..