هو احد اعز الاقرباء وزميل عمل وهو استاذي عندما كنت طالبا بالكلية واستاذي ايضا بعد التخرج وسيظل استاذي ما حييت (ابو عبدالله) هو الدكتور عبدالمحسن بن عبدالله الفهد الملحم استشاري الجراحة العامة بالمستشفى الجامعي بالخبر ورئيس قسم الجراحة بنفس المستشفى وهو ايضا المسئول عن جميع الاطباء المتدربين بتخصص الجراحة العامة بمستشفيات المنطقة الشرقية.
وابو عبدالله ذو شخصية مميزة فهو دائم الابتسامة يحب النكتة وفيه من الطيبة الشيء الكثير يحب مساعدة الآخرين وهو الى ذلك اجتماعي من الدرجة الاولى وذو اسلوب سلس في الكلام والمعاملة لذا فكل من يتعامل معه يشعر بالاحترام والتقدير له وهو ايضا عصبي يغضب بسرعة صارم بما يتعلق بالعمل ولا يتهاون في كل ماهو في مصلحة المرضى وبرغم غضبه السريع الا ان هدوءه اسرع وسرعان ما تعود الابتسامة على محياه.
وبالنسبة للعمل فهو يعطي جل اهتمامه للمرضى ومن ثم الاطباء المتدربون لديه وهو يقسو علينا احيانا ويصرخ في وجوهنا احيانا اخرى ولا يدع فرصة تفوت الا ويحاول تنمية مواهبنا وزيادة معارفنا وتعلم كل ما ينفع حتى وان استدعى الامر الى جلوسه بالساعات امام (الكمبيوتر) يساعدنا للحصول على المعلومات وتصفح المجلات الطبية ومن ثم يساعدنا على تعلم الطريقة المثلى لتقديم المواضيع وشرح الحالات امام الاطباء الآخرين ومازلت اذكر جملته الشهيرة لنا (لو كنتوا في مستشفى ثانية كان فشلتونا) مع تأكدي التام بانه يفخر بنا ويحرص علينا ويهمه جدا تقدمنا في التدريب والنجاح في بلوغ مرادنا ومعانقة مستقبلنا ويعتبر تفوقنا هو تفوق له نفسه.
كأحد المتدربين لدى د. عبدالمحسن في السنوات الخمس السابقة فاني اعلم انني كنت سببا لازعاجه وصداعه واثقلت عليه في الطلبات والشكوى وكان دائما وللحق يحاول تجاوز هذا الصداع وتلبية رغباتي مالم يتعارض ذلك مع مصلحة العمل ولاعتقاد الزملاء والزميلات بالقسم انني الابن المدلل لابي عبدالله فانهم غالبا ما يطلبون مني ان اكون واسطة لتلبية رغباتهم ودائما وابدا اؤكد لهم ان تدخلي في اي موضوع سيعتبره ابو عبدالله (لقافة) مالها داع و (ياما اكلت على رأسي منه بسبب تلك اللقافة)
اخيرا سيبقى ابو عبدالله نموذجا رائعا للطبيب الناجح والرئيس الصارم والصديق وقت الضيق اي باختصار (الرجل المناسب في المكان المناسب) ومهما كتبت عنه فلن اوفيه حقه ولله درك يا أبوعبدالله.
د. خليفة الملحم
