DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد الصويغ

محمد الصويغ

محمد الصويغ
أخبار متعلقة
 
يساورني اكبر الظن ان تأخير الضربة الامريكية ضد العراق حتى اليوم يعود في اساسه الى الموقف الاوروبي المعارض لغزو العراق، كما يعود ايضا الى تقارير بليكس والبرادعي التي ادت الى ايجاد حالة من البرودة مازالت تخيم على الازمة، اي حالة اللاحرب واللاسلم، وهي حالة خطيرة دون شك، ولكنها على العموم أدت الى تأجيل الضربة، واعطاء القيادة العراقية فرصة لتتنفس الصعداء وتركن الى أمل صرف النظر عن الحرب، والسببان معا كما يبدو اديا بشكل قاطع الى خسارة الولايات المتحدة في جولتها الاولى، والتي كانت تعتقد انها حاسمة، وستكون في صالحها، والخسارة لها طابع دبلوماسي لاعسكري، بمعنى ان الادارة الامريكية عجزت تماما عن اقناع الرأي العام العالمي (الاوروبي خصوصاً) بضرورة الحرب وجدواها، وهو امر يؤكد على اهمية الاصوات الاوروبية وثقلها وانعكاساتها على الازمة برمتها، فلم تفلح محاولات الادارة الامريكية في اقناع الاوروبيين (تحديداً) بأن العراق يملك اسلحة دمار شامل، كما انها لم تفلح في اقناعهم بأية علاقة بين النظام العراقي والقاعدة، وهذا يعني سقوط الذرائع الامريكية، لانها لم تكن مقنعة، ولعدم توافر أدلة كاملة تثبت امتلاك العراق اسلحة محظورة، راحت الادارة الامريكية تعزف على منغومة ارتباط القيادة العراقية بالقاعدة، وهي معزوفة لم يقتنع بها الاوروبيون ايضا، ورغم ذلك فان الموقف الاوروبي يفتقر الى الاجماع، وبه هشاشة واضحة لايمكن اخفاؤها، وقد ظهرت هذه الهشاشة بجلاء من خلال وقوف بعض دول الاتحاد الاوروبي الى جانب الولايات المتحدة، داعمة مخططاتها الرامية الى شن حرب على العراق واسقاط نظام بغداد، وعلى رأسها بريطانيا وايطاليا واسبانيا، غير ان الانقسام اخذ يطفو على السطح من خلال الموقفين الفرنسي والالماني اللذين وقفا بصلابة ضد خطة العدوان على العراق، رافضين كل المبررات التي طرحتها واشنطن لشن الحرب، قبل اكمال المفتشين الدوليين مهماتهم، بل ان اصحاب الموقفين صرحوا دون تلميح بان شن الحرب انما يرمز الى عدم احترام الغير وتهميش المصالح الفرنسية والالمانية مع العراق، ومن ثم اغفال تطورات في غاية الخطورة سوف تعم سلبياتها العالم بعد انتهاء الحرب ـ ان اندلعت ـ. وخلاصة القول ان الخلاف الاوروبي - الامريكي حول الحرب سوف يؤدي الى اطالة امد الحالة الباردة الحالية، وتلك فرصة لابد من انتهازها لحل الازمة العراقية سلما.. فهل تتمكن دول العالم التي مازالت رافضة لفكرة الحرب من انتهاز هذه الفرصة المواتية؟