عزيزي رئيس التحرير
طالعتنا جريدة (اليوم) الغراء في عددها رقم 10772 بخبر مفاده ان المملكة في المرتبة الثانية عربيا (مليار دولار ينفقها السعوديون على التدخين سنويا) واثناء مطالعتي لجريدة (اليوم) في عددها رقم 10839 لخبر كان لزاما علي ان اقف امامه طويلا فحواه ان المملكة تستهلك 15 مليار سيجارة بحجم مبيعات 600 مليون ريال, وعبر ثنايا الخبر تعظم المصيبة عن تلك الدراسة التي اجرتها ادارة التعليم بالمنطقة الشرقية شملت 702 طالب بالمرحلتين المتوسطة والثانوية ان 30% منهم مدخنون وان 90% من هؤلاء قد بدأوا التدخين في مرحلة مبكرة, واشارت الدراسة الى ان 55% من طلبة السنة النهائية بالمرحلة الثانوية هناك احتمال اصابتهم بالادمان فيما اكدت الدراسة ان 66% من المدخنين تتراوح اعمارهم بين 12 الى 17 سنة. تلك الدرسة دفعتني الى الكتابة عن خطر هذه الآفة السامة والتي تسوق مع مرور السنين الى الادمان خاصة اذا علمنا علم اليقين ان بعض شركات التدخين تقوم باضافة بعض المواد الى تبغ السجائر لكي تجعل من المدخن مدمنا فاصبح المدخن كمدمن المخدرات.. ان خطر هذه الآفة السامة يسوق مع مرور السنين الى الوقوع في تعاطي المخدرات, من يحمي فلذات الاكباد جيل المستقبل من خطر تلك الآفة من يحميهم من خطر الادمان التدخين لن يقتصر ضرره على الصحة بل وصل الى الناحية المالية والمعنوية والاجتماعية, شراب لا يسمن ولا يغني من جوع مضر بالصحة وبالمال, انفاق للمال في غير محله اسراف وتبذير, مفتاح لكل شر مغلاق لكل خير.ان الذي يهمنا في هذا الموضوع هو ما دور المؤسسات المتخصصة في هذا المجال حيال حماية من تتراوح اعمارهم بين 12 الى 17 سنة, لم تحرك ساكنا لتشكيل فريق عمل ميداني يتولى اللقاء والحوار مع فلذات الاكباد حتى ولو وصل الامر الى عقد ذلك اللقاء والحوار في الاماكن التي يرتادونها والاستماع اليهم ومناقشتهم, اين دور المجتمع والمدرسة والاسرة والخل الوفي؟؟اين دور وسائل الاعلام؟ وهل اقتصر دورها على اليوم العالمي لمكافحة التدخين فقط؟؟ وماذا عن وزارة التجارة حيال منع الدعاية وترويج هذه الآفة السامة والتي نطالعها يوميا عبر المجلات؟؟ وماذا عن دور وزارة التجارة حيال تقديم الشكر والتقدير لبعض المراكز التجارية والتي وضعت على عاتقها حفظ الاجيال من الضياع فامتنعت عن بيع التدخين؟؟ وما دورها حيال فرض رسوم اضافية على تلك المراكز والتي وضعت على عاتقها البحث عن الربح المالي فقط؟اين دورها الفعال حيال ضعاف النفوس الذين اعماهم الجشع فسارعوا الى فتح تلك المقاهي وجلبوا لها افضل وسائل الاغراء وتجاهلوا وتناسوا ضياع جيل بأكمله ولم يقتصر الامر على ذلك بل انتشرت تلك المقاهي وبصورة مروعة بالقرب من المرافق التعليمية بمراحلها الاربع؟ وما الدور المنوط بوزارة الصحة حيال تكثيف التوعية بأضرار التدخين الصحية على القلب والكلى والجهاز التنفسي وهو العامل الرئيسي في الاصابة بالسرطان والعقم؟؟الجميع يقدر ذلك الجهد لتلك المؤسسات والجمعيات ولكنه جهد موصوف بالاستحياء حيال منع التدخين في المرافق العامة والمطارات والمكاتب والجامعات ولكن لا مراعاة لشعور الآخرين ولا تقديس لحرمة الجامعات على الجميع المناداة بتفعيل دور المؤسسات التعليمية والاجتماعية بدلا من هذا الصمت المطبق لابد من وقفة صادقة في محاربة هذه الآفة حفاظا على فلذات الاكباد والا سنخسر جيلا قادما لا محالة سيدفع ثمنا غاليا قد يصل الى اصابته بالامراض المستعصية, يجب ان يكون الكبير قدوة للصغير, يجب ان يكون المدرس قدوة لطلابه وان يكون المرؤوس مثالا يحتذى به لمرؤوسيه يجب علينا متابعة ابنائنا وتوجيههم فان التربية الصالحة لها دور كبير في السلوك والقيم والاستقامة..600 مليون ريال لو تم انفاقها واستثمارها على المشاريع الخيرية لكان اولى واجدر من (مادة التبغ)....والله ولي التوفيق
@@ مشبب بن عبدالله الدوسري ـ رأس تنورة