سيناريو الجمعيات العمومية للشركات والبنوك يكرر نفسه سنويا، وما أشبه الليلة بالبارحة في غالبية اجتماعات مجالس الإدارات خلال مناقشة الميزانية السنوية والعجب العجاب في بعض الاجتماعات الأشخاص الذين يظهرون فجأة لتمجيد الإدارة ورئيسها، بل ويصل الأمر إلى إجبار الأعضاء على التصفيق له بعد الانتهاء من وصلة المديح.
ما دفعني إلى قول ذلك متابعتي عددا من الجمعيات العمومية التي اجتمعت خلال الأيام القليلة الماضيةفف فقد شاهدت عددا من المسرحيات الهزلية ذات السيناريو الموحد، والمختلف هنا الممثلون وتوزيع الأدوار.
في احدى الجمعيات تساءل أحد الأعضاء عن أسباب ارتفاع المصارف الإدارية خلال العام المالي الماضي بنحو 20 مليون درهم، وما أوجه النفقات التي تم صرف هذا المبلغ فيها، وفجأة قاطعه مداح مجلس الإدارة، وقال نشكر الإدارة على أداء العام الماضي الذي انعكس إيجابيا على الشركة، وهو ما تظهره البيانات التي بين أيدينا اليوم، ونتمنى من الأعضاء الموافقة على التجديد لفترة أخرى.
سيناريو آخر أعجبني كثيرا لحبكته الدراميةفف اجتمع مجلس الإدارة وقرأ البيانات المالية على الأعضاء، واعترض البعض، ووافق البعض الآخر عليها، وفي النهاية أقرت، وعند الدخول في مناقشة ترشيح أعضاء مجلس الإدارة، اعترض أحد الأعضاء على مشاركة عضو في المجلس لم يحضر الاجتماع في الأساس كونه عضوا في خمس شركات أخرى، وهو ما يخالف القوانين واللوائح المعمول بها في هذا الخصوص، وفجأة ظهر المداح الذي كان يتحدث في الموبايل خلال مناقشة العضو المعترض، وقال لرئيس المجلس ان العضو قدم استقالته من عضوية احدى الشركات، وهناك صورة من الاستقالة أرسلت بالفاكس الآن من الممكن الاطلاع عليها، ومن ثم فهو مؤهل لنيل شرف العضوية في الشركة؟!
سيناريوهات كثيرة ومتنوعة، ومداحو مجالس الإدارات منتشرون بين الجمعيات العمومية لبعض الشركات، وظيفتهم فقط التغطية على المغالطات وانتهاك القوانين، وتعزيز موقف بعض الأعضاءفف والعلم عند الله ما المقابل الذي يتقاضاه المداح؟.
