DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
يبدو أن ثلاثين عاماً من التمرس على رأس السلطة في ليبيا مرت على العقيد معمر القذافي دون أن تترك أثراً على أسلوبه في التعامل وسلوكه في الهمز واللمز.. هو نفس المراهق السياسي في السبعينيات الذي يعشق شتم الآخرين ويتولع في أحاديث المنابر الجماهيرية ليسوق كلاماً في أسواق مل فيها الناس من بيع الكلام.. ومن الوعود الملتهبة التي يقطعها القذافي وأمثاله الذين صدقوا أنفسهم بأنهم زعماء ثورات.. ثم يصبح الصباح وينسون ايمانات المساء.. ثلاثون عاماً في الحكم جديرة بأن تمنح النضج والحكمة لأي مخلوق بشري.. ولكنها لم تفلح مع القذافي.. فهو من فصيلة سياسية عربية أدمنت العصيان على النضج ونسجت بينها وبين الحكمة عداء مريرا ومسافات شاسعة من التنافر.. واستمرت كما هي تكرر نفسها.. وتكرر نفس العبارات المملة التي لم تعد تتوافق مع نبض العصر وتقدم وسائل الإنسان وبلاغته وتطوراته المتلاحقة.. ويستغرب العرب كثيراً أن يكون القذافي موجوداً في اجتماع دون أن تحدث مشكلة.. بينما كان الأحرى به أن يكون رجل توفيق وحكمة.. والأحرى به أن تمنحه 30 عاماً الحنكة والقدرة على معالجة الجراح لا فتحها.. ورتق الشقوق لا المساهمة في توسيعها.. ولا نعلم ماذا تستفيد الأمة العربية من جهود القذافي المستميتة لتسميم الأجواء في كل قمة.. وجهوده الأخرى للتعريض، في كل مناسبة، بكل الشعوب العربية وزعاماتها.. ومعمر القذافي لم يتغير منذ أن كان ضابطاً مبتدئاً يتعلم بالشعب الليبي كيفية إدارة الدول.. وكان يرتكب بشكل مستمر كثيرا من التهورات والمغامرات.. والمشكلة أنه لا يزال يستمر في ارتكابها.. وبأسلوب ربما أسوأ مما كان في السابق.. وكان لا يترك مناسبة إلا ويعرض بالمملكة.. وأصبحنا نتعود على أن يتفوه القذافي، بشكل دوري، بكل ما هو سيئ ضد بلادنا.. بينما المملكة العربية السعودية لم تمد إلى ليبيا وإلى القذافي نفسه سوى يد بيضاء.. انتشلت ليبيا والقذافي من قاع الظلمة في قضية لوكيربي الشهيرة.. واستطاعت المملكة انقاذ ليبيا وانقاذ القذافي نفسه.. وهو الآن يرد للمملكة الجميل بالتعريض بها وببلدان الخليج.. وكأن القذافي بريء من كل سوء.. وهو الرجل الذي تجرأ على أكبر الآثام في تاريخ الأمة, حينما طالب العرب والمسلمين بالتخلي عن القدس وتقديمها هدية إلى شارون.. لقاء المجازر التي ترتكبها الدبابات الإسرائيلية لأطفال فلسطين وشبابها ورجالها.. وكان الأجدر بالقذافي، إذا كان صادقاً، في إخلاصه للأمة العربية، ولكرامة الإنسان، أن يشكر للمملكة جهودها الخيرية لخدمة الأمة العربية. ولا ينكر كل مخلص لهذه الأمة أن المملكة العربية السعودية، ممثلة في جهود خادم الحرمين الشريفين وجهود سمو ولي العهد، قد بذلت أغلى الأثمان، وأبلغ الجهود من أجل خدمة الأمة العربية وخدمة قضاياها المصيرية. وليست جهود المملكة الحثيثة لتجنيب العراق ويلات حرب مدمرة هي آخر هذه الجهود.. بل تقدم المملكة يدا بيضاء لكل قلب عربي ينبض بالإخلاص، ولكل نفس عربية زكية تتطلع إلى الكرامة ورفعة الأمة وتحقيق آمالها.. وفي الوقت الذي كان فيه القذافي يعلن أنه سوف يبيع الأمة العربية لكي ينعم بالانتماء إلى القارة الأفريقية، ويسخر من الأمة العربية ومن شعوبها وقادتها، فإن سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز يقدم للأمة العربية مشروع نهوض حيويا، هو مشروع الإصلاح العربي، يضع القيادات العربية، ومنهم القذافي في مواجهة مع شعوبهم ومهامهم والتزاماتهم والحقوق التاريخية للأمة.. ولا نعلم هل كان مشروع الإصلاح العربي هو الذي أدى بالقذافي للتعريض بالمملكة ومحاولة إيذائها.. بينما مشروع الإصلاح العربي هو مطلب بل امل كل عربي وعربية يحلمان به منذ أكثر من 30 عاماً، هي سنين ثمينة من عمر الأمة بددها الثوريون العرب على مغامراتهم وتهوراتهم واهتماماتهم الأنانية القصيرة النظر الضيقة الأفق.. ولا بد من القول أن قامة المملكة، التاريخ، والرجال، والمواقف، أطول من أن تنحني لمثيري الشغب وعشاق الضوضاء..