DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الحداثة في التداول الثقافي العربي الاسلامي

الحداثة في التداول الثقافي العربي الاسلامي

الحداثة في التداول الثقافي العربي الاسلامي
أخبار متعلقة
 
صدر كتاب بعنوان (الحداثة في التداول الثقافي العربي الاسلامي) لسعيد شبار ، يسعى الكتاب إلى إنجاز مقاربة تاريخية نقدية لمفهوم الحداثة في التداول الثقافي العربي الإسلامي من خلال البحث في مصطلح الحداثة من حيث أصوله اللغوية وتاريخ تشكله كمصطلح وكمفهوم، سواء في الحقل المعرفي الإسلامي اللغوي و الفقهي و الكلامي ، أو عبر فحص تشكل هذا المفهوم في التداول الثقافي الغربي و الدلالات التي حملها ضمن سياق ثقافي يحكمه جدا الاتصال والانفصال. وقدم الدكتور عبد المجيد الصغير لهذا المؤلف بالقول إن : العديد من أصوات الفكر العربي المعاصر تعاملوا مع مصطلح الحداثة كمفهوم إجرائي طغى عليه الهم الأيديولوجي ، بحيث صار مفهوم الحداثة في استعمالات هؤلاء لا يعني شيئا غير الإسراع بتدشين مرحلة من القطيعة المطلقة مع مكونات الذات والإشادة بكل نزعة عدمية تجاه تراثها ، مما شكل إسقاطا واضحا لذلك المفهوم في غير مجاله ، مع كون المفهوم ذاته لم يستقر بعد في تداوله الغربي وداخل بيئته الأصلية. بل لقد صارت الانتقادات الغربية ذاتها تتوالى ضد ما كانت تبشر به النزعات الحداثية وضد ما أفرزته من سلبيات خطيرة ليس على المستوى الغربي فحسب، بل وعلى المستوى الانساني عامة. واعتبر مؤلف الكتاب سعيد أشبار أن أزمة الأمة الاسلامية بالأساس هي أزمة فكرية بامتياز ، فالأمة التي تتعطل قدراتها الفكرية وتصاب بالشلل و العجز الكاملين عن الفعل و المبادرة ، لا يمكن إلا أن تكون عرضة للإجتياح والاختراق .والأمة التي ليس لها دفاعات فكرية وجمارك معرفية، بل في جدار أمنها الثقافي ثقوب وكوى تسهل عملية العبور، لايمكن الحديث فيها عن استقلال أو تحرير أو ذاتية فتكون تبعيتها بحجم تمكن الوافد منها وتغلغله فيها ويشدد الكاتب على أنه لا ينبغي التمييز بين ضرورة توفير الأمن السياسي والاقتصادي و العسكري وتجاهل الأمن الثقافي ، ويقول : وتخطئ مجتمعات كثيرة في ترتيب أوليات أمنها حينما تتعامل مع الثقافة بهامشية كبيرة ،و تختزل دورها الحيوي الشمولي المؤطر في فنون وأغان وفلكلور... فتبيح من ثم ساحتها تحت دعاوي التثاقف والتلاقح الإنفتاح لكل أشكال الطمس والعبث والتحريف التي لا تلبث تطال أصول هذه الثقافة ومراجعها الكبرى.هذا في الوقت الذي نجد فيه المعامل الثقافي لدى البلدان القوية مرتفعا جدا، تحوطه بهالة من الرعاية و التقديس .انه باختصار كيانها وذاتها و المغذي الحقيقي لقطاعاتها الأخرى ، عسكرية و سياسية واقتصادية وفنية وغيرها . يحاول الكاتب الإجابة على سؤال كبير مفاده : هل مصطلح الحداثة بحمولته الغربية غريب عن الثقافة العربية الاسلامية ؟ وخلص من خلال مختلف فصول الكتاب إلى التأكيد على أن فلسفة الحداثة والتحديث في الغرب قد ارتبطت بصراع محلي له شروطه التاريخية والموضوعية، انتهت إلى شن ثورة على الثوابت و المطلقات والقيم والأخلاق ، فليس معنى ذلك أن ترتبط تجربة التحديث عندنا بالصراع نفسه وإن لم تفرزه شروط تاريخية وموضوعية مماثلة . ويقول : بل هي على العكس تماما مما حصل في التجربة الغربية .فليس التاريخ العربي الإسلامي هو التاريخ الغربي، لا في فتحه وانفتاحه ولا في علاقة الدولة فيه بالدين ولا في رؤيته للإنسان والكون والحياة وخلص إلى التأكيد أن الدين والإسلام اللذين قدما للبشرية نموذجا رائعا في العالمية لم يستطع غربال التشويه و التحريف الاستشراقي والاستعماري أن يحجب نوره إلى الآن ، وأن يقدم للإنسانية نموذجا آخر في التحديث و الحداثة تسوده قيم أخرى وتستبدل فيه المراكز مواقعها. ولايمكن للحداثة و التحديث أن يكونا فقط من خلال استنساخ زائف وتكرار شائه وتبعية من الدرجة الثانية و الثالثة للنموذج الغربي ؟ ويذكر أن الفصل الأول من الكتاب تضمن موضوع المصطلح والمفهوم والفصل الثاني الحداثة والتداول الثقافي الغربي والفصل الثالث الحداثة في الفكر العربي الاسلامي المعاصر.