DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. سلطان بن حثلين

د. سلطان بن حثلين

د. سلطان بن حثلين
أخبار متعلقة
 
انشأ قسم الدراسات الاسلامية والعربية بجامعة الملك فهد للبترول لجنة لخدمة المجتمع، تضم نخبة من اساتذة القسم وتهدف هذه اللجنة الى ايجاد نوع من التواصل بين الاكاديميين وبعض مراكز خدمة المجتمع كالمستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية المختلفة والسجون وغيرها. وفي هذا المقال اود ان اركز الحديث عن زيارة اللجنة لدار الملاحظة وهي الجهة التي تعنى بالاحداث المحكوم عليهم في قضايا مختلفة وقد لفت نظري في تلك الزيارة ان معظم القضايا كانت تتعلق بالسرقة وكانت اعمار الاحداث تتراوح ما بين 13 - 18 سنة. تناقشنا مع كثير منهم في قضاياهم المختلفة وقام الاساتذة الفضلاء بتقديم النصح والارشاد في جو من المحبة والرضا ولكن كانت الآلام المخفية في نفوسنا تعصر القلوب حرقة على وجود شباب في عمر الزهور في تلك المؤسسة الاصلاحية. طرحنا الاسئلة عليهم عن الاسباب التي ادت بهم الى الوقوع في مستنقع الجريمة والانحراف وكانت الاجابة تتمحور في النقاط التالية: 1- الفقر والحاجة - اغلب الاحداث من الفئات الفقيرة في المجتمع - وحب التقليد, حتى ان بعضهم شارك في عملية سرقة لكي يحصل على جوال. 2- تأثير الاعلام وخاصة افلام ومسلسلات الجريمة وبالتالي اصبح بعضهم يرى فيها نموذجا يحتذى به حتى لو كان سيئا. 3- الفراغ ورفاق السوء وكثرة التسكع في الشوارع. 4- البطالة وقلة فرص العمل والتدريب والتأهيل. ولكن الشيء الذي لم يذكره الاحداث ان ما ذكر اعلاه هو نتيجة لسبب واحد رئيسي وهو غياب دور الاسرة والمجتمع والمدرسة في المساهمة في تنشئة الاجيال الصالحة واتخاذ التدابير الوقائية لاحداث مناعة ذاتية تكبح جنوح الاحداث نحو مزالق الانحراف. نعم لا نستطيع ان نجعل الجميع شبابا صالحا ولكن يمكننا تقليل نسبة الانحراف. المشكلة الكبرى انه توجد نسبة كبيرة من الشباب على درجات مختلفة من الانحراف خارج اسوار دار الاحداث, وهذه النسب تزداد يوما بعد يوم والنتائج ستكون مستقبلا وخيمة وقد تتحول اطراف المدن والاحياء الفقيرة الى مراكز للجريمة والمخدرات وسائر انواع الانحراف. القضية مازالت في ايدينا اذا استطعنا ان نبذل قليلا من المال والجهد عن طريق انشاء مراكز اجتماعية ورياضية في احياء المدن وزيادة مراكز التدريب والتأهيل المجانية ورفع الحد الادنى للضمان الاجتماعي ومساهمة رجال الاعمال في ايجاد مشاريع غير ربحية تساعد تلك الاسر الفقيرة اما بتوفير فرص العمل او عن طريق الصدقة والاحسان. هذا غيض من فيض ولكن في النهاية احب ان اشيد بجهود القائمين على دار الملاحظة وحرصهم الشديد على معاملة الاحداث بصورة جيدة وخاصة حلقات تحفيظ القرآن الكريم. دار الملاحظة اثبتت ان عندنا من الرجال من يهتم كثيرا بالوطن والمواطن ولكن اعتقد ان الدار تكون اكثر من رائعة لو اننا استطعنا ان نبقيها بلا نزلاء. هذا هو الاصل وكل ما عدا ذلك استثناء. حلم جميل ولكنه ليس بمستحيل..