توجهت المملكة برئاسة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الى قمة شرم الشيخ يحدوها الأمل في لملمة الصف العربي وتوحيد كلمة العرب لتجاوز خلافاتهم والبحث عن افضل السبل الممكنة للخروج بسلام من الازمة العراقية وتحدوها النوايا الحسنة لفعل مايمكن فعله من اجل مصلحة الامة العربية واقالة عثراتها, وهو توجه يعيد الى اذهان العرب تلك المبادرة الشجاعة التي طرحها الامير عبدالله بن عبدالعزيز في القمة الدورية في بيروت وتحولت بالاجماع الى مشروع سلام عربي شامل لتسوية ازمة الشرق الاوسط وازاء ذلك كان من الغرابة ان ينبري القذافي لاتهام العرب بشكل عام والمملكة بشكل خاص بتلك الاتهامات الخارجة عن المنطق والعقلانية ولعل الغرابة تكون اخف وطأة حينما نعلم بما اشتهر به هذا الزعيم طوال حكمه من كيل الشتائم يمنة ويسرة دون ترو او تعقل بل دون ان يضع الامور في نصابها الصحيح فمنشأ الغرابة في الاصل يعود الى ماقدمته المملكة من خدمات كبرى للشعب الليبي الشقيق اهمها ـ كما يعلم القذافي نفسه ـ توسط المملكة لاخراج ليبيا من حصارها الاقتصادي الصعب الذي استمر زهاء عشر سنوات بسبب ازمة (لوكربي) ويبدو ان هذا الزعيم نسي او تناسى افضال المملكة ومواقفها المشرفة معه فراح يكيل لها التهم في محفل كان يتوجب فيه ان يوجه خطابه الى السبل التي يراها كفيلة باخراج العرب من أزمتهم الصعبة في العراق فالاخطار تحدق بالعراقيين وبكل العرب والحاجة ماسة للغاية للتكاتف والتعاضد والتآزر بدلا من تلك التهم التي كالها القذافي للمملكة سعيا وراء محاولته المشهودة لشق الصف العربي وبعثرة الجهود المبذولة لوحدة العرب وخروجهم من ازماتهم.
لقد استطاعت المملكة ان تسدي اكبر معروف للقذافي باخراجه من ازمته الصعبة في اعقاب قضية لوكربي وابعاده عن المحكمة وابعاد شبح الحرب عنه ولكنه عض اليد التي امتدت اليه بالمعروف وحاول ان يخلط الاوراق من خلال تهمه الجائرة والتي كانت محط سخرية العرب أجمعين واستهجانهم فقد حاول القذافي بطريقة مكشوفة وسافرة ان يدق اسفينا في خاصرة الامة العربية ويخدم اعداءها وليس بخاف على احد اقدامه على طرد الفلسطينيين من بلاده بما يؤكد ان الرجل قد اصيب بلوثة في دماغه وانه من الاجدى ان يعرض على اطباء نفسيين للكشف عن احواله المريضة ولعل من المؤسف ان تواجه الامة العربية ازماتها ويكون من بين زعمائها رجل مريض النفس والعقل مهمته تنحصر في تفجير الازمات واختلاقها في وقت تحتاج فيه الامة العربية الى من يساعدها لتتجاوز أزماتها ومحنها.