حذر عدد من الخبراء في مجال التنمية البشرية من احتمال حدوث ازمة خطيرة في الوطن العربي والعالم بشكل عام خلال القرن 21 نتيجة الفرق الكبير بين السرعة الهائلة للنمو التكنولوجي والبطء الشديد في سرعة التطور الاجتماعي والثقافي.
وقال الدكتور اسماعيل سراج الدين الاستاذ بجامعة هوبكنز الاميركية ان الازمة قادمة لا محالة ما لم يتم ربط نتائج التقدم التكنولوجي والمصادر العلمية بالتطور الاجتماعي، وذلك على خلفية فهم الاسس العلمية للعلوم الاجتماعية وتأثيرات التكنولوجيا الحديثة على المجتمع.
واوضح سراج انه منذ عدة اجيال اكد الفلاسفة والعلماء من ارسطو الى ابن خلدون الى ادم سميث (ان البشر هم صانعو التنمية ويجب ان يكونوا هدفها). ولكن الاهتمام الحديث بالتنمية ركز على التنمية الاقتصادية وتحديدا الجزء الاول من المقولة دون الاهتمام بالجزء الثاني وهو (ان يكونوا هدفها) وفي بداية التسعينات بدأ الاهتمام بان يكون البشر الهدف الاساسي للتنمية.
ولا شك ان الانجازات التي حققها هذا القرن تعتبر هائلة، فقد غيرت جذريا التطور العلمي والاجتماعي والثقافي في العالم اجمع الا ان سرعة التطور العلمي الحديث لم يسبق لها مثيل في العالم.
وبالتالي فان هذا التطور العلمي والتكنولوجي يستدعى تطورا مماثلا في العلوم الاجتماعية بما فيها الاقتصاد، ويتطلب ايضا الاستيعاب للتراث الثقافي لها. كما ان هذه السرعة الفائقة في التطور العلمي تستلزم ان يكون الفكر والتعليم الاليتين الاساسيتين للانجاز والمحافظة على هذا الانجاز العلمي والمعرفي عبر الاجيال.
وحول وضع التقدم البشري في نهاية القرن العشرين ، يظهر تقرير حديث للامم المتحدة انه من بين 4ر4 مليار نسمة يعيشون في البلاد النامية، هناك حوالي ثلاثة اخماسهم يعيشون في مجتمعات تنقصها اساسيات الصحة العامة، وثلثهم يعيشون بلا مياه صالحة للشرب ، وربعهم بلا مأوى سليم، بينما يصل معدل عمر ثلث الفقراء منهم الى اقل من 40 سنة. وفي نهاية القرن العشرين بلغ عدد سكان العالم 6 مليارات نسمة، (5 في المائة منهم من العرب) ، وقبل نهاية القرن 21 سيكون هذا العدد قد فارق الحياة وخلف احفادا سيصل عددهم في نهاية القرن الى 9 مليارات نسمة (فكيف سيكون وضعهم الصحي والاجتماعي والاقتصادي؟