إذا نظرنا الآن إلى أعداد الخريجين من مختلف الجامعات والكليات المستقلة الذين يبحثون عن فرص العمل نجد أن مشكلة البطالة بدأت تتفاقم وتتضاعف .. وكثير من الأسر يعانون الآن مشكلة فراغ أبنائهم بعد تخرجهم .. والمؤشرات رغم الحرص على استيعاب هؤلاء الشباب في وظائف في القطاعين الحكومي والخاص تبدو ضئيلة مما يعني أن هذه المشكلة ستترك بعض الآثار السلبية التي سيعانيها المجتمع وهو أمر ينبغي الاهتمام به من قبل الجهات المختصة.
وأمام هذه المشكلة المؤرقة لكل أسرة لديها شباب مازالوا على مقاعد الدراسة ولم يصلوا إلى أعتاب الجامعات أو الكليات .. فإنني سأركز قلمي على هذه الفئة القادمة . فحتى لا يتيه الجيل القادم وتزيد حجم مشكلة البطالة فإنني أرى أنه آن الأوان لأن تقفل بعض الكليات أبوابها وأن تبقي فقط على الكليات والتخصصات التي يحتاجها سوق العمل لأننا في استمرار كل التخصصات المطلوبة وغير المطلوبة نكون قد وفرنا مزيدا من الفرص للقبول في التخصصات غير المطلوبة وبالتالي تتوجه اعداد الطلاب دون أن يدروا إلى هذه التخصصات فيجدوا أنفسهم بعد التخرج بلا عمل وبلا فرص متاحة حتى ولو انتظروا وقتاً طويلاً .
انني أقول بكل شفافية مخلصة ان شباب أجيالنا القادمة معرضون للضياع إن تركناهم يتجهون إلى تخصصات تشبعت منها البلاد وفاضت عن الحاجة .
ومن أجل الحرص على مستقبل أجيالنا علينا أن نركز فقط على التخصصات المطلوبة وأن نلتفت أكثر وأكثر إلى التأهيل المهني والفني حتى دون الجامعة وهذا ما تتطلبه عملية التنمية بل وأيضا هذا ما تتطلبه مشروعات الاستثمار الأجنبي من خلال تدفق رؤوس الأموال الأجنبية خلال السنوات القادمة وما ستوفره هذه المشروعات من فرص وظيفية للشباب السعودي .
أجل .. بكل الحرص أقول .. لا تدعوا الجيل يتيه والأبواب مشرعة لتخصصات قليلة مطلوبة .. وتخصصات كثيرة لا أقول انها مرفوضة ولكن على الأقل غير مطلوبة تماما...
وأجيالنا أمانة ومسئولية .