من المؤسف أن بعض الأسواق والمراكز التجارية الكبيرة التي تروج لنفسها وتسوق فروعها في الكثير من مدن ومحافظات المنطقة الشرقية ـ عبر التخفيضات التي تعلن عنها في الصحف ـ تتعمد الاحتيال على المواطنين، كما لا يخجل بعض هذه الأسواق والمراكز من أن (يكذب) على المواطنين عندما يعلن عن تخفيضات في أسعار بعض السلع الغذائية والاستهلاكية ويلجأ في الوقت نفسه إلى (رفع) و (زيادة) أسعار سلع أخرى، ضارباً عرض الحائط بقيم مثل النزاهة والصدق والأمانة التي كانت ـ ولا تزال ـ أهم (العملات) على الإطلاق في الأسواق التجارية، وفي العمليات التجارية بشكل عام . وليس ما أقول تجنياً أو مبالغة بأي شكل من الأشكال، كما أنه لا يتضمن تجاوزاً أو افتراء على أحد هذه المراكز الكبرى، الذي افتتح فرعا في أحد الشوارع المهمة والرئيسة بالدمام، وفي هذا الفرع الذي افتتح حديثاً أعلن عن تخفيضات في الأسعار، مما شجع آلاف المواطنين والمقيمين على الإقبال عليه. إلا أن (الخدعة) سرعان ما تكشفت على حقيقتها أمام عيني، فقد اشتريت (كرتون) جبنة بوك (كاسات) حجم (240) جراماً بمبلغ(180) ريالاً، إلا أنني وجدت أن فيه مبالغة كبيرة ولذلك، فإنني بعد أن خرجت من هذا السوق التجاري، أردت أن أتأكد من السعر الحقيقي في أقرب مركز تجاري لا يبيع بنظام (الجملة) فوجدت السعر الذي يباع به كرتون الجبنة نفسها (147) ريالاً.. نعم مرة أخرى (147) ريالاً، أي أن الفارق (33) ريالاً بين السعرين، وليس (33) هللة فهل من المعقول أن يصل الاستغلال والتحايل والخداع إلى هذه الدرجة؟. وهل أصبح الطمع والجشع يعميان عيون المسؤولين عن مثل هذه المراكز أو مديريها إلى هذا الحد من الاستغلال غير عابئين بوجود السلع نفسها في محلات أو مراكز أخرى بأسعار أقل بكثير من أسعارهم؟
فهد بن سعد الغامدي
( ملاحظة): اسم السوق التجاري وفاتورة المحاسبة لدى المنتدى الاقتصادي.