يعتقد البعض ان تنظيف الشوارع من البسطات ومن الباعة الصغار هو عمل يحافظ على المدينة, والحقيقة ان هذا العمل هو عمل احتكاري غالبا ما يسعى له كبار التجار للمحافظة على نسب مبيعاتهم في محالهم الكبرى.. نحن هنا نرى في المداهمات التي يقوم بها مراقبو البلدية على بائعي تلك البسطات له تبعات في عدة مناطق .فمن الناحية الثقافية وجود هذه البسطات وهؤلاء الباعة يجعل المدينة مفعمة بالحياة.. ويحق للعديد من السكان خصوصا أولئك أصحاب الدخول المحدودة ومن الناحية الاقتصادية والاجتماعية فان البسطات هي مصدر رزق تجعل من أولئك الذين يملكون رؤوس أموال بسيطة لا تمكنهم من فتح محلات من ممارسة التجارة التي قال عنها نبينا ان فيها تسعة أعشار الرزق ومن ذلك تقليل من حالة البطالة بين الشباب..اعتقد اننا نحتاج الى ان نفكر في مثل هذه القرارات بعمق وفهم الجوانب الاجتماعية التي تحدثها.. لذلك فاننا ندعو هنا الى تنظيم ظاهرة البسطات وتقنينها بدلا من محاربتها لان فيها خيرا اجتماعيا واقتصاديا كبيرا يجب ألا نمنعه.