تم مؤخرا توقف العمل في احد ابرز المجمعات التجارية بمحافظة القطيف, لاسباب تتعلق بتراجع العائدات, وتوقف العديد من المستأجرين عن سداد الايجارات المترتبة عليهم, والناجمة عن تراجع مبيعاتها وعدم قدرتها على مواصلة العمل.
واوضح مقربون من ادارة المجمع المذكور ان هذه النتيجة كانت متسلسلة, بدأت قبل خمس سنوات, حينما عمد العديد من اصحاب المحلات الى انهاء عقودهم السنوية مع ادارة المجمع, لعدم قدرتهم على سداد رسوم الايجار, لعدم القدرة على المنافسة, ونتيجة تراجع المبيعات المستمرة, التي ترجع - حسب رأيهم - الى منافسة اصحاب المحلات الشعبية والاسواق الشعبية, التي اخذت العديد من زبائن المحلات في المجمع, اضطرت العديد من اصحاب المحلات انفسهم الى التحول الى باعة جائلين, أملا في تعديل اوضاعهم المالية, لان العمل في السوق المتنقل بات افضل من ناحية العائدات, نظرا لعدم وجود اية تكاليف او رسوم او مصاريف.
ورغم ان المجمع يتعامل بالتأجير, فهو اشبه بصاحب العقار, لا تضره تقلبات السوق, الا ان عزوفا عاما عن الاستئجار, ادى الى تعطل العديد من المحلات, رغم الاغراءات والحملات الاعلامية التي بذلتها الادارة لكسب الزبائن والمستأجرين, والتي لم تفلح عن نتيجة تذكر, فصار المجمع ذا عائدات تتراجع سنويا, فلا زبائن ولا محلات مؤجرة, مما اوصل المجمع الى نقطة الصفر, فصدر قرار باغلاقه.
وتفيد بعض المعلومات ان العزم يتجه الى تحويله الى مركز للتسوق وبيع المواد الغذائية والاستهلاكية, إذ تقدمت احدى الشركات الكبيرة لاستئجاره لاجل هذا الغرض.
الجدير ذكره ان الشركة المذكورة سوف تتعامل مع امانة الدمام مباشرة, ممثلة ببلدية القطيف, كون الارض المقام عليها المجمع تابعة لها, وقامت بتأجيرها على ملاك المجمع وعددهم ثلاثة الذين فيما يبدو غير متفرغين بالكامل له. الصورة الحالية للمجمع مظلمة, لايوجد به سوى محل قرطسية واحد, يستعد لنقل بضاعته, وهي حالة لم يكن يتوقعها اكثر المتشائمين.
احد المواطنين علق على اغلاق المجمع رغم موقعه الجيد على احد الشوارع الرئيسية بالمحافظة, بقوله ان المنافسة الحالية ليست سهلة, فهناك مجمعات كبيرة وكثيرة بالمنطقة الشرقية, بعضها قريب جدا من المجمع المغلق, والخدمات التي تقدم من خلاله اكثر واوفر.
فضلا عن انتشار المحلات الشعبية والاسواق الجائلة, والتي تعمل بشكل يومي, وتقع بعضها على مسافات بعيدة عن المجمع, مثل سوف الخميس وسوق المياسي المشهورين.