من يتأمل واقع الاعلام السعودي وتطوره يدرك ان نقلات التطور تمت ضمن الاطر الموضوعية للمجتمع المحلي والساحة الدولية مما اعطى الاعلام السعودي مصداقية تميزه عن غيره في الساحة العربية.
اذ ان الاعلام السعودي طوال مراحل تطوره انما كان يتماشى مع تطور البنى الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بالمملكة.
والمتأمل لقدرة الاعلام السعودي على التكيف مع المستجدات السياسية على الساحة الاقليمية والدولية لابد ان يشيد بالمصداقية الاخلاقية والقواعد المهنية الصرفة والتي اكسبته الكثير من القاعدة الجماهيرية فأول امر لا يغيب عن الاعلام السعودي هو نقل الحقائق كما هي للرأي العام السعودي دون تكلف او مزايدات ودون وقوع في التفاهات التي تضعف مصداقيته امام القارئ.
الاعلام السعودي شخصية مستقلة يبحث في المقام الاول عن المصلحة الوطنية وارضاء جماهيره وهذا لم يأت من فراغ انما هو نتاج التنظيم المتقن لاجهزته وللرسالة الاخلاقية السامية التي يرى انه مسئول عن بثها للرأي العام ولعل وزارة الاعلام وعلى رأسها معالي الدكتور الفارسي خير من تفهموا هذه الرسالة في ظل التنافس الاعلامي المحموم في الساحة العربية لاستقطاب الجماهير لذلك قدموا خبراتهم وامكانياتهم بما يعزز هذا الدور ويمنحه الفرصة على التنافس.
ويمكن اعتبار التطور التقني الصحافي للصحف السعودية وكذلك لجهاز التليفزيون مؤشرا حقيقيا على معنى المنافسة وتلك في صالح الاعلام السعودي حتى على مستوى حرية الرأي في الصحافة السعودية شهد اعلامنا تطورا لا يمكن مقارنته باعلام دول عربية كثيرة تخنق فيها الحريات وهذا ما منح اعلامنا حضورا حيويا في سوق الاعلام العربي.
ولابد ان نشير ايضا الى قدرة المجتمع الاعلامي السعودي على تطوير نفسه والركض باقتدار في سوق المنافسة ولعل آخر التطويرات انشاء هيئة للصحفيين في المملكة وهي الخطوة التي تعزز الدور المسئول للاعلام السعودي والمصداقية التي يحرص عليها دون ادعاء او غرور.
