لم يكن بالامكان افضل مما كان في شرم الشيخ.. بل ولعلي لا اجد في نفسي ادنى مطالبة بأفضل من بيان شرم الشيخ في ظل معرفة دقيقة بتفاصيل واقع منطقتنا المثخن بالتراكمات السياسية التي ستظل سجننا الكبير بطول خارطة الوطن العربي وعرضه ولن نتحرر منها لزمن قد يطول ولا يعلم مداه الا الله وحده.. ولعلي ازيد بان مؤتمر القمة شبه الطارئة في شرم الشيخ فرضته ظروف المواجهة الدبلوماسية والسياسية بين معسكري الحرب والسلام الدائرة هذه الايام بين قوى اوروبا المعارضة لادارة ازمة العراق بمنهجية القوة الامريكية البريطانية اكثر من اي شيء اخر فالعالم كله اضافة لطرفي المواجهة كان يرقب من اصحاب الشأن هذه المرة موقفا سياسيا جماعيا في مسألة تمس وجود انظمة ودول المنطقة ان مضت سيناريوهات الحرب كما تريد لها واشنطن ولندن صحيح ان الكثيرين سواء في النخب او الشارع العربي والعالمي ايسوا ولم يعد من يراهن كثيرا على نظام عربي لاوجود له الا في الخيالات وربما خطابة وتهريج الزعامات التي لاتزال تجد نفسها في فرمانات التجني والتشفي على واقعنا المزري الذي صنعته ايديهم وعقولهم والتاريخ يشهد على ذلك والمصيبة الكبرى للاسف انه حتى عندما تخدمنا الظروف بقيادات مسئولة قريبة من نبض واقعنا المرير ولديها مايكفي من الشجاعة لتحمل تبعات ادوار جريئة تنتشلنا من بؤس وتخبطات العنتريات الفارغة فجأة وبلا مقدمات نجد انفسنا مرة اخرى امام منطق التخوين للشرف والكرامة والعروبة الاصيلة من زعامات تجاوزها كل شيء الزمن والتاريخ وحتى جهل الجماهير الذي كثيرا ماراهنوا عليه.. من المؤكد ان حجم بلادي الامة غير عادي ولا يحصى ان اردنا ان نكون صادقين مع انفسنا ولكن بلوتنا التي لافكاك ولا انعتاق منها تكمن في تجاوز وعي حتى ابسط دهماء الشارع في اكثرية عواصمنا العربية لوعي زعامتهم ومع هذا التناقض الرهيب ياسبحان الله يتبدى لك من وعي البسطاء هذا من يراهن على وعي لهذه الزعامات بل ويطبل ويزمر لها في كل محفل يبدو من باب اقل الواجب تجاه نوار الامس.. اسألكم بالله في ظل حال كهذه لماذا نحلم بعالم عربي ونظام عربي وسوق عربي واصلاح عربي لنعترف بان هذا الوضع ميئوس منه ولاجدوى حتى من التقليد فيه..