DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. عبدالله الطويرقي

د. عبدالله الطويرقي

د. عبدالله الطويرقي
أخبار متعلقة
 
امس كنت اقول ان الاعلام الفضائي التجاري المؤمن بقضية الشارع العربي والمهموم باوضاع الامة المتدهورة والتي لا تسر, يمارس اليوم ارهابا ان صح التعبير من النوع الذي تمارسه امريكا مع النظام العالمي منذ احداث 11 سبتمبر.. بل لنقل ان معظم ما يضخ اليوم في رؤوس العربان المساكين من رسائل ملغومة عن واقع الامة المتكسر ومواقف الحكومات المتخاذلة في مواجهة قوة اعظم بمقدورها بأساطيلها وتقنياتها العسكرية الفائقة تحقيق اهدافها في العراق او غير العراق, اقول تأثير صور مثل هذه فيها الكثير من التجني على قدرات وامكانات الحكومات والمجتمعات العربية وكأنها تملك لعب ادوار كالالمان او الفرنسيين على سبيل المثال.. وايضا فيها الكثير من التسيس الذي يصعب معه على الافراد والمؤسسات حتى محاولات استصلاح الواقع العربي الذي لا يسر مطلقا لاعدوا ولا حبيبا.. الاعلام الذي يعتبر انه متحرر من سلطة الحكومات العربية ونظم الرقابة المبالغ فيها للاسف, وان عليه مسؤولية قومية تجاه امته, عليه ان يمارس هذه المسؤولية في استطلاح واعادة تهيئة المجتمعات العربية من الداخل وفي خطوة عملية تجسد ما طالب به سمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز في مبادرته الاخيرة للقمة العربية.. واقعنا العربي الهامشي سياسيا وغير المنتج اقتصاديا هو الاولى بصناعة الرأي المسؤول الذي يحررنا من هامشيتنا واستهلاكية شعوبنا ومجتمعاتنا التي اورثتنا كل هذا الهوان والانكسار.. الاعلام المسؤول تجاه الامة عليه اليوم ان يكون ابرز ادوات اعادة هيكلة واقع مجتمعاتنا العربية من الداخل وتبني منهجية مرحلية لصناعة الاقنية والقوالب والتشريعات الخاصة بدور يد وعقل المواطن في صياغة واقع مؤسسي منتج تتحول معه الامة بوعي لتفرض نفسها على خارطة العالم اليوم.. لايوجد اي مواطن عربي اليوم ضد الصراحة وضد الشفافية وضد الخطأ الرسمي والخلل المؤسسي.. والمواطن والحكومات اليوم حاجتهم جدا كبيرة في وجود اعلام مباشر وموضوعي وتنويري للكشف عن كل رزايانا ومآسينا الحياتية.. عندها سيتحاور معنا الاخرون وستحترم رغبات الشعوب وستؤثر ارادات الحكومات السياسية.. واكبر دليل على ذلك الفارق في المعاملة الامريكية مع كيم يونغ وصدام مع فارق خطورة الاثنين.