عزيزي رئيس التحرير
ظاهرة اجتماعية خطيرة تسلل فكرها إلينا من دول جوار قبيل سنوات, حتى انتشر تطبيقها في مجتمعنا انتشار النار في الهشيم, ألا وهي إقامة ما يسمى بـ الديوانيات وعلى الرغم من أن الديوانيات التي تقام في تلكم البلاد المجاورة كان لها دور في تنمية الفكر من خلال مناقشات حوارية هادفة, كما كان لها ايضا دور مشهور في قضايا الساعة الاجتماعية المحلية بالإضافة إلى قضاء أوقات لهو ولعب طالت مدتها أو قصرت! أقول على الرغم من ذلك إلا أننا لم نستقطب منهم إلا فكر إقامتها لغرض اللهو والعبث! نعم, ديوانياتنا في هذا البلد أضحت مرتعا لكل من أراد تخلصا أو تملصا من أعباء الحياة الأسرية والاجتماعية اللصيقة بصفة الرجولة الحقة! أليس من أولويات مسئوليات الرجل رعاية الأولاد من بنين وبنات والقيام بحق الزوج حق قيام, فأنى لمن حاله بعد قضاء وقت عمل لازم, إصابة شيء يسير من طعام في بيته ينسحب بعده إلى ديوانية يقضي فيها على البقية الباقية من وقت يومه! أنى لمن حاله كذلك أن يقيم المسئولية على وجهها! إننا في زمن أضحى الفساد فيه مستشريا ساهمت في نشره وسائط إعلام خبيثة جعلت مسئولية التربية جد عسيرة, هذا في حال تواجد الآباء بقرب أبنائهم فما الحال إذا وجد الأبناء أنفسهم في مواجهة ذلك الوضع المتردي وهم لما يزالون لحما طريا لم يستكمل تشكيلة بعد ومن ثم ثباته! إنهم والحالة تلك ما أسهل انجرافهم في أتون الفساد والانحراف فمن المسئول حينئذ! كم من الطاقات الفكرية تهدر هناك على عتبات تلك الديوانيات كان بالإمكان استثمارها بما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم, نعم, أليس من الأجدى لأولئك المضيعين لأوقاتهم في غفلة ان يستثمروها إما في تجارة رابحة أو تعلم صنعة نافعة أو غشيان أماكن تدريب مفيدة أو استغلال قدرات ذاتية في إعانة الجمعيات الخيرية المحلية, أو مراكز توعية الجاليات لمن يملك لغة أجنبية وهذه النقطة بالذات كم يفرط بها أولئك المتقاعدون وبالذات من شركة أرامكو السعودية الذين كان بالإمكان تجنيد مقدرتهم اللغوية التي يملكونها في دعوة غير المسلمين هنا! كم من الأجور فاتت! إن الديوانيات بحق تعد مرتعا خصبا لتعليم السلوكيات الدونية وتأصيل قيم القبح من استمراء التسيب والفوضى والهزل وبغض مجالس الخير على العموم.
ختاما: أمة ما تزال في مؤخرة الركب ولو شمر أهلوها عن سواعد الجد في كل أعمالهم ولم يفرطوا في لحظة من لحظات حياتهم لخشي ألا يصلوا إلى ما وصل إليه أعداؤهم!! فأي حال ستؤول إليه وهؤلاء أبناؤها ينفقون جل الأوقات في الغفلات!
فاصلة: (لا يعجبني الرجل أراه فارغا لا هو في عمل دنيا ولا هو في عمل آخرة) رضي الله عنك أيها القائل.
@@ د. إبراهيم عبد الرحمن الملحم