DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. وسمية عبدالمحسن المنصور

د. وسمية عبدالمحسن المنصور

د. وسمية عبدالمحسن المنصور
أخبار متعلقة
 
هل وصل العرب الى حالة من حالات الاغماء العقلي وتفويت الفرص السانحة التي لاتتكرر؟ اهم يستبدلون حالات العججة الصراخية التي لاتثمر ولا تغني من جوع بمبادرات علاجية شجاعة جريئة؟ الان يحتاج العرب الى من يقرع لهم الاجراس عل من به صمم يستمع ويعي؟ للاسف الشديد انساقت امتنا العربية منذ تاريخها المبكر الى تبني الصرخات العنترية وتنصيب مفاهيم وقيم في ظاهرها البطولة وباطنها الخسران والضعة, واقسى مايؤلم في الامر انها تتلحف بمفهوم الكرامة الواسع الذي ياخذ في عباءته جماهيرنا العربية فيغطي على بصرها وبصيرتها. ان اولئك المتشدقين بالكرامة العربية عند قراءتهم لمبادرة الشيخ زايد بحاجة الى من يقرع لهم الاجراس تلكم النخب المثقفة واصحاب الجولات والصولات في ساحات الفضائيات ممن رفع راية الكرامة العربية وكأنما هم فقط اهلها وحراسها وغيرهم لايستحقونها اقول ان تلك النخب بحاجة الى من يقرع لهم الاجراس بزعمهم ان المبادرة طعن في الكرامة العربية فكيف يسمح للارادة الخارجية ان تحقق مأربها بتغيير النظام العراقي هكذا وبيسر دون اراقة الدماء والسير على الاجساد وتحطيم الاقتصاد وتدمير المنطقة وتعطيل التنمية وشغل العالم كله؟ هذه مبادرة عربية ناصعة ناصحة واضحة لايدخلها الريب والتدليس لامن امامها ولامن خلفها فصاحبها لايختلف على وطنيته اثنان من اولئك النخب المثقفة وبلده لم يسجل لها يوما ان تدخلت في شأن عربي بغرض السيادة والثورية العنترية فتاريخ اللقاءات العربية العلني منها والسري يسجل لدولة الامارات وحكومتها انها دعامة رصينة للمسيرة العربية فالبلد كسائر البلدان الخليجية حضن وامان للوافدين من الاقطار العربية وغيرها ومواقفه في المحافل الدولية من القضايا العالمية مشهود لها فلا يشكك بغايات هذه المبادرة. ان قراءة متأنية لبنود المبادرة تكشف انها تعطي للنظام العراقي مالا يحلم به لو حصلت معجزة وانتصر في هذه الحرب القادمة نصرا حقيقيا ليس كنصر المنازلات السابقة التي يزرع مجدها في ادراك شعبة وهو يعلم علما يقينيا انه يعبث بعقولهم في عالم لاتغيب عنه الحقائق. المبادرة تعطي ضمانات للنظام العراقي في حالة تخليه عن الحكم والمغادرة الى المنفى الى غير رجعة وتسبغ عليه بنعمة الامن وعدم المسائلة وتزيد في ذلك ان يتمتع بكل ميزات الرئاسة المادية؟ فماذا بعد ذلك؟ ان الدعوى ان هذه سابقة ستنال حكومات اخرى في المنطقة نقول هنا تقرع الاجراس؟ فانقاذ العراق والمنطقة والعالم من حرب مدمرة لكل شىء جدير بهذه المبادرة اما التفكير فيما سيحل بالانظمة الخائفة فذلك بحاجة الى من يقرع لهم الاجراس فلا يخاف ويخشى الا من كان على خطأ او ضلال؟ فأحسنوا الى شعوبكم واكسبوا حبهم الحقيقي وانتماءاتهم فهم الضمان الحقيقي والدرع الواقية. ان التجربة التي تعيشها منطقتنا الخليجية تستحق من النخب المثقفة التوقف عندها بموضوعية وتجرد من الفكرة التي تستبعد كثيرا من العقول فكرة البداوة والحضارة فلينظروا الى طبيعة الحياة المستقرة في مناطقنا الخليجية وعجلة التنمية وليقارنوا ببصيرة واعية, اما استثمار اصوات هنا وهناك تنادي بالاصلاح في جانب وتنتقد جانبا فهو مايفهم في غير وجهه الصحيح وهو ماغرر بطاغية العراق عندما لم يقرأ الفكر المعارض في الكويت قراءة صحيحة ولم يتبين انها رؤى اصلاحية لا يشكك في انتماءاتها ووطنيتها حتى اذا ماحل الاختبار كان الصوت الكويتي بكل طوائفه موحدا خلف شرعيته داعما لها مناديا بها على رؤوس الاشهاد. فلنتمسك بالفرصة التاريخية السانحة التي تقدمها مبادرة الشيخ زايد وليعمل العرب شعوبا وحكومات على تبنيها وكسب مؤيدين لها في العالم الغربي من اصحاب القرار ولترفع الى مجلس الامن او الى اي جهة مؤثرة في البيت الابيض فهو الاولى.