كان آخر حديث معه عن استعداداته لمناقشة رسالة الماجستير فابلغني بان الامور تسير بشكل حسن وختمت حديثي معه مازحا لاقول له وبعد حصولك على هذه الدرجة العلمية وقبل ان تشرع في برنامج الدكتوراه تشرع في مشروع النواة الاسرية واعني الزواج فأجابني بان ذلك هو المشروع القادم، وبعدها بيوم وبينما كنت ادلف باب مكتبي في الجريدة يوجه الزميل عبداللطيف المحيسن سؤالا مفاده هل نغطي خبر زميلنا يوسف العطوي؟
فاجبته بكل تأكيد على ان ينشر في عدد يوم بعد غد الاثنين حيث موعد مناقشته للرسالة في جامعة الملك سعود بالرياض فرد علي انا لا اعني ذلك بل اعني وفاته.
نعم خبر نزل علي كالصاعقة، فجلست وقلت: لا حول ولا قوة الا بالله.. انا لله وانا اليه راجعون ـ كررتها ـ لان التوجيه الالهي الكريم انه في حال المصائب تذكر تلك العبارات لتهون من المصاب.
زميلنا يوسف حمد العطوي الذي ربطتني به صاحبة الجلالة، التقينا كثيرا في بلاطها مشوارنا بدأ بمعيته واخي فرحان العقيل وتوطدت عندما انخرطنا منذ عقد ونصف العقد في العمل في رسالة التعليم السامية وزاملته في رحلة التطوير للقدرات الادارية في كلية المعلمين بالاحساء، وكل هذه وغيرها من لقاءات المحبين شبه الاسبوعية بعيدا عن العمل والركض الصحفي، تجعلني اعرف ذاك الرجل ـ رحمه الله ـ عن قرب حيث صفاته الحميدة السلوكية والمهنية. اخلاق رفيعة، احترام للنفس وللآخرين، هدوء واجتهاد، حب للجميع، بار بوالديه، عكف على افراد اسرته ومعارفه، افكار متطورة، اخلاص في عمله، ذكاء خارق، فراسة في معرفة الافراد وهذا قليل من كثير.
يوسف تركت هذه الدنيا لتلقى رب كريم ونسأله سبحانه ان يسكنك دار خير من دارك ويخلف عليك بحياة طيبة في جنات الخلد، ونسأله جلت قدرته ان يغفر لك ويتجاوز عنك وان يلهم اهلك وذويك الصبر والسلوان.
شمال وشرق
نركض ونلهث وراء زينة هذه الدينا، نسعد ونحزن، نفرح و نغضب، نسامح ونعاتب، نجد ونحمل في نهاية المطاف آجالا محتومة علينا جميعا، ولحودا تنتظرنا، فلماذا الكبرياء والغرور والتعالي، ولماذا الخصام والعتاب واهانة الضعفاء، واكل مال اليتيم واستحلال حق الضعيف، ونحن في النهاية امامنا مصير واحد وطريق واحد ويحاسبنا رب واحد فينتصر للمظلوم من الظالم .