في الصغر.. سادنا الوهم بأن الشبح هو الشيء المخيف كانت الامهات يحقن الاطفال بالشبح.. ان لم تنم فسيأتيك الشبح.. ان لم تأكل.. ان لم تهدأ.. ان لم تسمع الكلام.. حتى اصبح الشبح ورقة رابحة في ايدي الامهات لتهديد الاطفال وارغامهم على تلبية وتنفيذ كل ما يطلب منهم.. الشبح آت.. ومن يقع في قبضته هالك ثم اكتشفنا ان الشبح بهذا المعنى لا وجود له.. وماهو سوى (مابدا لك شخصه من الناس وغيرهم) ويقال شبح اي مثل كما ورد في لسان العرب والشبح (بالفتحة او السكون) الشخص والجمع اشباح وشبوح وشبح الشيء عرضه..
فالشبح في لغتنا الجميلة لايثير الرعب كما صورته الامهات. وكما تصوره بعض الاقلام العربية والاجنبية.. كوهم مخيف ومزعج, لكن ذلك الوهم المخيف المزعج قد تم ترويضه في هذا العصر لاتلبية للمعنى الجميل الذي ارادته لغة الضاد, ولكن رغبة في اضفاء شيء من المهابة او الخصوصية على بعض مبتكرات العصر, فالطائرة الشبح لايرصدها الرادار, ولا تضاهيها طائرة اخرى والسيارة الشبح هي من مقتنيات المترفين ولا يجوز للمعدمين التفكير في امتلاكها ومكيف الهواء الشبح يفيض على الاجواء الحارة برودة وشاعرية وترفا لايتوافر في جبال الالب, والحاسوب الشبح اكثر اجهزة الكمبيوتر تقدما واستجابة ومرونة والمدير الشبح يقوم بأعمال كل موظفي مؤسسته ويجردهم من كل صلاحيتهم وغدا سيكون هناك المذياع الشبح الذي ما ان تنظر اليه حتى ينقل مؤشره الى المحطة التي تريد دون ان تكلف نفسك عناء البحث.. يكفي ان تنطق باسم المحطة ورقم ذبذبتها لتجد المؤشر ينتقل اليها قبل ان يرتد اليك طرفك.. وهذا ما ينطبق على كل ادوات الاستعمال اليومي.. الحذاء الشبح الذي يعلمك طريقة المشي الصحية.. والكرسي الشبح الذي يعلمك كيف تجلس دون ان يسبب الجلوس اضرارا لجسمك.. وهكذا كل شيء
شبح * شبح.
ومن الآن لاتخف من الشبح.. لأننا في زمن الاشباح..