عزيزي رئيس التحرير
القتل بكافة صوره واقصد به العمد عندما يتفشى في مجتمعاتنا كما نقرأ في كل يوم عن قتيل برصاص وآخر بقذف وثالث بخنق ورابع بطعن بالكثرة التي بدت فيها ظاهرة للعيان يعد نتاجا طبعيا آخذا في الازياد والنمو والتطور في الطرق والأساليب كما هو الحال في شأن السرقة , فالسارق اليوم يجلس أما شاشة الحاسوب ليمارس جوره بكل فعالية وهو يلعق رصيد هذا ويشفط مدخرات ذاك ويصفع قفا الآخر بمقلب تجاري وقد انتفخ انفه من دخان غليونه.
قتل الآخرين كقتل النفس من حيث عموميات الأسباب والنهاية المحتومة , فمجتمعنا الآن ليس بذالك المجتمع قبل عقدين أو ثلاثة من الزمن والانفتاح على حضارة الغرب دون وعي أو ادراك ومع فقد الحصانة العلمية التي تؤهل المستقبل لأن يكون قادرا على تصنيف ما يتلقاه من معلومات مباشرة او إيحائية من خلال ثقافة الآخر فإنه حتما سيقع في منزلق خطير , حتى على المستوى العقدي وليس فقط ما ينجر اليه اخلاقيا وسلوكيا ونفسيا.
ان القدرة العقلية على إدارة المعلومات في الذهن دون وجود أرضية علمية تكون كقاعدة لذلك التصنيف تكون غير كافية لاتخاذ القرار فإلى رجال الأمن أقول أن البعض يرى في القتل عملا ابداعيا وانجازا يستحق من خلاله التكريم لا الإعدام , فأحد اكبر قتلة أمركيا عندنا ألقي القبض عليه , أخذ منه العجب مأخذه , فهو يرى انه بطل حقيقي .
لقد استطاع ان يشغل الولايات المتحدة بأساليبه الفنية في القتل والسلب والنهب , انه أشغل فراغ الشعب وأهداهم التسلية ... على حد قوله .. انه بطل قومي في وجهة نظره الشخصية. أنني أتوقع في المستقبل القريب أن تكون لصورة القتل أساليب تكتيكية مبتكرة يتفنن فيها البعض .. هم ليسوا مرضى او مختلين عقليا , انه نمط من التفكير مبني على معلومات خاطئة وردود فعل منطقية بناء على ذلك المحتوى الفكري .. انها مقدمات العولمة والحياة الحرة,والكرة الآن ليست في ملعب أولئك فقط بل هي في مرمى رجال الأمن والتربية والتعليم وساسة الإعلام الذين يجب أن يقدموا البديل المناسب والتنشئة الإسلامية المعززة للوازع الديني وزيادة كفاءة المتعاملين مع مثل هذا النوع من السلوك ليكونوا متفهمين للنفسيات وقادرين على توجيه سلوك أرباب السوابق الصغيرة الوجهة الصحيحة . هذا على وجه الخصوص اما على وجه العموم فالمجتمع المسلم بكل ما تحويه هذه الكلمة من معنى قادر على استيعاب مثل أولئك وإذابتهم في تركيبته الاجتماعية ,, أما الانسياق وراء الفكر الشاذ فكر العنف السينمائي وصناعة المنحرفي السلوك فسيكون القتل امرا طبيعيا فرنسا وهي مجتمع ساقط تخشى على مجتمعها من الغزو الفني الأمريكي الذي بدت أثاره السلبية ظاهرة للعيان اتخذت إجراءات وقيودا على عرض الأفلام الأمريكية ذات الثقافة المغايرة لها ثم وفرت البديل ونحن نغط في نوم عميق .. فمرحبا بحضارة الغرب وما تجره على مجتمعاتنا .. القتل هناك هواية للكثيرين .. إن لم نتدارك الأمر فسنزيح الجثث بأقدامنا ونحن نلعق البوظة في منتزه عام.يجب ان لا نخلي أنفسنا من المسئولية فنحن جزء من هذا المجتمع
@@ فيصل الغريب
