تساءلت ذات مساء عن أسباب تدني مستوى الكرة السعودية اجمالا .. ولم اسمح لنفسي بان تحتكر الإجابات عن هذا التساؤل الذي شغل حيزا ليس بالضيق من أعمدة المجلات والصحف والصفحات الرياضية المتخصصة الامر الذي اضطرني لاستعراض بعض الصرخات التي تنطلق من هنا وهناك من الرياضيين اجمالا ومسئولي الأندية وفراشيها .. كتاب الصفحات الرياضية ومستكتبيها .. لاعبي الأندية واشباه لاعبيها .. اعضاء شرف الأندية ورؤساء روابط مشجعيها .. ومع كل هذا لم اتوصل الى ما يمكن للحقيقة أن تتبناه .. مشكلتنا اننا دوما نعلق المشاكل والظواهر على سبب واحد .. فالاحتراف مجرد .. والتحكيم منفرد .. والمال غائب أو متواجد ..وووولا تزال تتمحور حول كل منها اجابات الهاربين .. العاجزين .. المفلسين .. المقصرين!!
الاحتراف .لم يغب الطائي يوما ما عن اللعب على النهائي والنجمة عن دخول المربع والتحكيم لم يحرم تسعة اندية من الفوز بالبطولات المحلية عبر تاريخ البطولات المحلية والمال الذي غيب الاتفاق لم يغيب القادسية .. كما أنه وهو الذي ساهم في إعادة اكتشاف الاتحاد لم يستطع ان يحجب ضوء الليث والنصر اللذين شكوا من شحه كثيرا !!
ورغم ان النظرات المتبعثرة .. لا يمكن لها تخطي واقع بعض المستفيدين من عنصر المادة ومساهمات اعضاء الشرف .. الا انني لا أرى هذه الاستفادة اكثر من فائدة مؤقتة لمشكلة مؤقتة لا يمكن لها ان تثري الحركة الرياضية أو تغيب الانجازات الناجمة عن التخطيط المنظم.
وإذا ما اخضعنا الشكوى من شح الدعم المادي للتحليل المبسط فلنسمح لمخيلتنا بان ترسم صورة لنادي الاتحاد في واقعه الحالي على سبيل المثال بدون مبروك الرياض وصادق القادسية وصقري الطائي وعيسى ومولد الاتفاق وعويران الهلال ويامي الاخدود وحمزة أحد ومرزوق الشباب الى جانب اجانبه الثلاثة والهلال بدون دعيع الطائي وشريدة القادسية وسليمان الأهلي وخليل وعلى الاتفاق وحربي النجمة .. ومن ثم فلنسمح لهذه المخيلة بان تربط ما ستتوصل اليه بالفارق ما بين اسهامات هذين الناديين العريقين في تشكيلة المنتخب السعودي ماضيا وحاضرا .. لنعلم الى اي مدى اسهم المال في رقي وتطور الحركة الرياضية .. في رأيي المتواضع أن المال بهذه الصورة يحصر نطاق الاستفادة منه في أضيق الحدود ان لم يكن يهوي بمنحنى الجدوى الى ما دون نقطة الانطلاق.
انه التخطيط المنظم يا سادة .. النابع من القادرين لادارة دفة الأندية الى الهدف الاسمى يا اتحاد الكرة.
متطلع
