DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

سلمان العيد

سلمان العيد

سلمان العيد
أخبار متعلقة
 
تشهد الأسواق المحلية ظواهر عدة تستحق التوقف، لعدم المعقولية والمنطقية التي تصاحبها، مما يؤكد بأن ثمة لعبة معينة تتحرك من أجلها فئة من الناس ، لأغراض لا تخفى على أحد . أبرز هذه الظواهر ارتفاع أسعار بعض الكائنات الحية غير الأساسية في المعيشة اليومية كالحمام والدجاج والأغنام والأبل والخيل .... الخ بصورة فاحشة، تبعث على الغرابة، والاشمئزاز في بعض الأحيان إذ ليس من التصور أن تكون قيمة تيس من التيوس الشامية مليون ريال، أي قيمة منزل جديد بكامل أثاثه، أو قل قيمة سيارة فاخرة آخر موديل، أو قيمة تقاعد موظف في شركة آرامكو السعودية قضى عمره في العمل، من الليل إلى الليل، وخرج ومعه كل أمراض الشيخوخة. وهل يتصور أحد أن تصل قيمة ديك عربي أكثر من ألفي ريال، في حين كان الناس زاهدين فيه، وإذا تخطت فيمته أعلى حدودها وصلت 20 ريالاً، لكنه في مزاد الدجاج العربي يباع بألفين أو بثلاثة آلاف ريال. وكذلك الحال في الحمام الزاجل الذي بات يستوعب الآلاف من الطيور والبشر والفلوس، في وضع لا يقبله المنطق والعقل، ولا تعلم كيف تسير العملية وإلى أين ! وفي سوق الخيول والأبل الوضع أشد وأدهى وأمر، ولا أحد يعلم السر وراء ذلك وفي كل هذه القطاعات، التي ليست أساسية ولا يتوقف عليها عيش أحد، ولا يموت بفقدانها أحد، نجد الغرابة والعجب، فتجرى لعمليات البيع مزادات شهرية ونصف شهرية وأسبوعية ، ويقام لأبنائها من الحمام والدجاج والماعز مسابقات ملكة الجمال، ضمن مواصفات ودرجات وجوائز واحتفالات لا تقارن بمسابقات ملكات جمال البشر، ويرفض العاملون في هذه الأنشطة أن يوصفوا بكونهم (تجاراً) بل هم هواة . إنه وضع يصعب تفسيره، أو الوصول إلى محتواه ومضمونة، فالبعض قال إنها تجارة، تداخلت مع الهواية، فعبثت بها وقضت عليها. وحولتها إلى مضاربات افسدت الذوق العام، وياله من ذوق عال يتعرض لخطر في سوق الحيوانات والطيور، بكل ما تعني الكلمة من معنى. البعض الآخر يرجع هذه الظاهرة إلى أن هناك سيولة مالية ضخمة تورط أصحابها بها، يريدون صرفها في أي مكان، وعلى حد قول إخواننا المصريين : (اللي عند قرش محيره يجيب حمام يطيره) ويعني هذا الأمر أن وضعاً مترديا بلغه بعض ملاك السيولة لدرجة أن اموالهم تدور في نطاق التيوس والحمام وكلهم يسعى للتخلص من وسخ الدنيا. إنها ظاهرة صعبة التحليل، من وجهة نظري القاصر ـ ولكن أغلب الظن أن مجموعة من التجار الباحثين عن المزيد من الأموال، يبحثون عن مزايدات معينة، تفيض عليهم، وتزيد من ضخامة حساباتهم فينتقلون من مكان لآخر فاليوم في الأسهم، وغداً في العقار، وبعد غد مع الحيوانات وبعد شهر في سوق الفقع . وعش رجباً ترى عجباً.