تحتضن اسواق المنطقة الشرقية لوحات فنية تقدر قيمتها بحوالي 3 ملايين ريال ويشهد سوق اللوحات الفنية إقبالاً كبيراً في السنوات الأخيرة خصوصا اللوحات ذات الأسعار المتدنية حيث يحرص معظم الناس على تزيين جدران منازلهم بلوحات فننية جميلة وبأسعار منخفضة قدر الإمكان مع إغفال ما تحتوية اللوحة من إبداع، وفي الوقت الذي تشهد فيه اللوحات الرخيصة رواجا كبيراً تعاني اللوحات الغالية التي تبدأ أسعارها من 700 ريال إلى 51 ألف ريال كأكبر رقم مسجل في أسواق المنطقة الشرقية من فتور حيث لا يقدم على شراء هذا النوع من اللوحات سوى فئة قليلة من المهتمين والمتذوقين للفن والذين تمكنهم قدراتهم المالية من اقتناء اللوحات الجميلة ذات التكلفة المرتفعة .
وتختلف أسعار اللوحات في أسواقنا المحلية وفقا لعدة معايير منها مثلا حجم اللوحة والبرواز المحيط بها الذي يكون في الغالب أغلى من سعر اللوحة إضافة إلى محتوى اللوحة حيث يفضل المستهلك المحلي اللوحات الخالية من الأرواح وخصوصا تلك التي تحتوي على مناظر طبيعية إضافة إلى اللوحات التي تحاكي التراث الأسلامي والزخارف والنقوش الشرقية التي تشهد رواجا كبيراً بين المستهلكين.
يقوم مجموعة كبيرة من الوافيدن الآسيوين برسم لوحات شبيهة إلى حد كبير بلوحات عالمية معروفة مثل لوحة الموناليزا ويقومون بطباعة مائة نسخة وهذا هو العدد الذي يمكنه طباعته من اللوحة الأصلية الواحدة ولا يمكنهم تخطيه وإلا قلت جودة الألوان ثم يقومون ببيعها بأسعارمنخفضة مما يدفع المستهلكين إلى الشراء منهم حيث يتواجدون في أماكن تجمع المستهلكين مثل الأسواق أو حتى في الطرقات العامة وعند محطات التزود بالوقود، لهذا عمدت مجموعة كبيرة من أصحاب محلات بيع اللوحات الفنية إلى تشجيع مجموعة من الفنانين السعوديين وذلك بشراء نتاجهم الفني وطباعته وبيعه بأسعار منافسة تاركين اللوحات التي قاموا بشرائها من فناني هولندا وإيطاليا وفرنسا تنتظر على الرفوف وفي المخازن.
وقد عبر العديد من أصحاب محلات بيع اللوحات الفنية عن استيائهم من انحدار الذوق لدى الناس حيث أن الغالبية تحرص على أن تقتني لوحات ليسدوا بها الفراغات الكبيرة في جدران منازلهم بغض النظر عن القيمة الفنية مما ساهم بشكل كبير في انعاش سوق اللوحات الرخيصة السعر والمتدنية القيمة الفنية.
أما حول اللوحات التي تستورد من شرق آسيا وتباع بأسعار منخفضة تصل إلى عشرين ريالا للوحة فقد أكد أحد المختصين أن هذا الأمر طبيعي جداً فاللوحة الواحدة يشارك في رسمها 25 رساما عبر خط انتاج يقوم كل واحد منهم برسم جزء معين بحيث ينتهون من رسم اللوحة في وقت محدد وعند النهاية يطبعون منها مئات أو آلاف النسخ وبالتالي فالعملية مربحة ولا مكان للخسارة فيها .