تشهد العاصمة النمساوية (فيينا) اليوم انعقاد الاجتماع الوزاري العادي لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، الذي يعقد في ظروف بالغة الحساسية، حيث يتزايد القلق العالمي من احتمالات حدوث نقص في امدادات الطاقة في حال وقوع حرب على العراق. وتسعى المنظمة التي تسيطر على ثلثي صادرات العالم من النفط في ظل هذه المرحلة الدقيقة كعادتها الى بحث السبل الكفيلة بالمحافظة على توازن الاسواق النفطية والمحافظة على معدلات الاسعار ضمن نطاقها المحدد ومناقشة الاجراءات الكفيلة بالحفاظ على استقرار السوق في ظل هذه الظروف الاستثنائية. حيث من المنتظر- حسب ما هو متوقع - ان تضع المنظمة خطة طوارىء لسد اي نقص في صادرات النفط خلال الحرب المحتملة والتعهد بتوفير امدادات كافية لاسواق النفط العالمية. من المرجح أن تترك أوبك سقف الإنتاج الحالي من دون تغيير عند 24.5 مليون برميل يوميا، الا ان الخطة الجديدة تقضي بتعليق حصص الإنتاج ، حيث أكد رئيس المنظمة عبد الله العطية أن المنظمة ستوقف العمل بحصص الإنتاج قائلا: إذا حدث نقص واحتاج العالم إلى مزيد من النفط فسنفعل ذلك ... سننتج النفط بأقصى طاقة إذا كان السوق يحتاج إلى ذلك. وستتخذ المنظمة أي إجراء لازم لاحتواء أسعار النفط المرتفعة التي بلغت في الاسابيع الاخيرة أعلى مستوى لها في 12 عاما عندما بلغ الخام الأميركي 40 دولارا للبرميل. ويذكر ان خمس دول منتجة للنفط من خارج أوبك ستشارك في عقد الاجتماع لبحث التعاون بين الجانبين في حالات الطوارء وهي روسيا وانغولا والمكسيك وعمان وسوريا. وتنتج معظم دول أوبك حاليا باقصى طاقاتها الانتاجية الامر الذي يحتم على باقي المنتجين مواجهة أي نقص في امدادات الطاقة الى الاسواق العالمية في حالة اندلاع تلك الحرب. وستعقد لجنة مراقبة السوق الوزارية التي تضم في عضويتها كلا من الكويت وايران ونيجيريا اضافة الى الامين العام لأوبك اليوم اجتماعا تحضيريا للمؤتمر الوزاري اعتمادا على تقرير اعدته الامانة العامة لأوبك حول آخر التطورات في السوق النفطية من ناحية العرض والطلب على النفط الخام ووضع الخزين العالمي. ومن المتوقع ان يشارك وزير الطاقة الأمريكى سبنسر ابراهام الذي قلل من أهمية احتمال حدوث أزمة فى الامدادات النفطية بسبب الأزمة العراقية في الاجتماع الوزاري للمنظمة. والذي أشار ايضا الى ان الولايات المتحدة ستلجأ الى احتياطيها النفطي الاستراتيجي في حال الحرب ضد العراق، فقط اذا حصلت "انقطاعات كبيرة في التموين". وأعلنت الكويت عن عدم مشاركتها بالاجتماع بتمثيل وزاري، في الوقت الذي أعلنت فيه بغدادا عدم نيتها إرسال وفد بسبب الاستعدادات لمواجهة ظروف الحرب، وستكتفي كل من الدولتين بانتداب السفراء.