DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. أمل الطعيمي

د. أمل الطعيمي

د. أمل الطعيمي
أخبار متعلقة
 
منذ أسبوع فقط هدأت نفس عبدالله باجبير واستقرت بعد ان أبدى كبار شيوخ الدعوة رأيهم في الداعية (المودرن) على حد تعبيره عمرو خالد. وقد أورد باجبير في مقاله المنشور يوم الأحد التاسع والعشرين من شهر ذي الحجة مجموعة أراء لبعض الشيوخ وعلى رأسهم الشيخ سيد طنطاوي شيخ الأزهر الذي قال: (ان شروط الداعية لا تتوافر في عمرو خالد وأول الشروط ان يكون خريج معهد ديني معترف به, وان يحفظ القرآن الكريم, وان يكون قادرا على استنباط الأحكام الشرعية) وهذا بالفعل قول لا يجانبه الصواب, ولكننا لم نسمع من قبل ان هذه الشروط انطبقت على كثير ممن سماهم الناس (دعاة) وهم كثر بيننا. منهم ربات بيوت وطلاب مدارس وأساتذة في التعليم العام والجامعي وللأسف انهم كانوا ومازالوا بلا رقيب ولا حسيب يحرمون ويحللون ويتخذون في الغالب من أسلوب الترهيب منهاجا لا يحيدون عنه, لقد مرت سنوات ونحن لا نسمع منهم إلا عن القبر وعذابه وجهنم وعذاب السعير فاذا أرادوا ان يدلونا على طريق النجاة من ذلك المصير تحدثوا عن أصغر الصغائر ونسوا او تناسوا أسسا دينية عقائدية وأخلاقية لابد من التوقف عندها لتكون هي الطريق الى تعديل المسار. في الوسط النسائي في مجتمعنا عشرات الداعيات كلهن يعتمدن على أسلوب التحضير المدرسي في دعوتهن ومعظمهن لم يحفظن القرآن الكريم ولم يتعلمن في معاهد دينية ويجهلن أبسط أساليب التأثير والاقناع ومع هذا اطلق عليهن لقب داعيات!! وكنت دائما أقول ان اطلاق هذا المسمى فيه من الخطأ ما فيه نتيجة تعاملنا مع ذلك اللفظ باطلاقه على من يستحق ومن لا يستحق وعدم التفرقة بين معنى عمومية الدعوة وخصوصيتها. فالدعوة الى الله هي معرفة الله للإيمان به والاستسلام له عند من لا يعرفونه تختلف عنها عند من يعرفونه ويؤمنون به ولكنهم لاهون او عاصون. وأرى انه من الأفضل استخدام لفظ مرشد ديني مثلا بدلا من داعية وهو لفظ يتناسب مع المجتمعات غير المسلمة من أهل الكتاب او ممن لا يدينون بكتاب سماوي. وقد جاء قول الله تعالى: (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) في معرض الحديث عن اليهود ولكن بعمومية لفظ الدعوة والسبيل الذي يتناسب مع من جهل ربه والسبيل إليه وقال تعالى في آية أخرى: (ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا) وفي هاتين الآيتين ما يشير الى اننا تجنينا كثيرا على خصوصية الدعوة وعموميتها. ويطول شرح هذا الأمر وهناك من هم أقدر مني فيه واذا عدنا الى عمرو خالد وجدناه مرشدا في مجتمع مسلم يعرف الله ولكنه يجهل السبيل الى رضاه والعمل بما أمر والكف عما نهى, ولم نسمع من عمرو خالد فتوى او تفسيرا للقرآن الكريم بل اتخذ من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين له معينا لا ينضب للارشاد والتوجيه بغية التأسي بأخلاقياتهم وورعهم وتقواهم ولم يقل لنا يوما انه عالم متبحر في الدين. لقد نجح عمرو خالد وهز النفوس وحركها نحو كل ما هو صواب بأسلوب شيق مهذب مرغب.. نجح, وهذا ما أرق باجبير الذي كتب عنه عشرات المرات بالذم والسخرية في محاولة للنيل منه خوفا على بضاعته التي يسوق لها منذ سنوات في (سيدتي) عن الحب والزواج والطلاق وهي بضاعة (مضروبة) وبضاعته في الشرق الأوسط عن الممثلين والمخرجين وملكات الجمال وهي بضاعة تفوقت عليه فيها قنوات تقدمها بالحركة واللون والصوت. نعم نجح عمرو خالد ووضع بذرة أسلوب ارشادي توعوي ديني كنا نفتقده بشدة. أما اليوم فما عليك إلا ان تدير القنوات عن (الهشك بشك) لترى أسلوب عمرو ينتشر عن أناس ما عهدنا منهم اللين والترغيب.