للأسف فان صفة العقوق قد يفرضها الآباء على أبنائهم من نعومة أظفارهم.. اقول ذلك وانا اعلم بانني سأسأل عما كتبته يوم يقوم الاشهاد, فلقد سمعت ورأيت وعاصرت ولكن أسأل الله ان يغفر لي فما اكتبه هو غيض من فيض ونقطة في بحر ما نعانيه كبشر اولا وكعاملين في اروقة الصحافة ثانيا وثالثا ورابعا..
الصورة الأولى:
أب يتخلى عن فلذة كبده لمجرد انه انفصل عن والدتها, وبمجرد ان كبرت البنت اجبرها على زواج فاشل لم يستمر طويلا, ثم ارغمها على العيش مع اسرته الجديدة - آسفة - بل اجبرها على السكن مع خادمته في غرفة منعزلة تفتقد الى ابسط مقومات الحياة بينما يستمتع هو وزوجته الاخرى وبناتها برفاهية وترف يحسدون عليه..!!
الصورة الثانية:
أب يختار لابنته اليافعة الزواج من شاب لمجرد انه شقيق زوجته الجديدة ليتم التبادل وتكتشف الفتاة بعد ذلك ان زوجها (معقود ) وتظل تعاني ذلك لمدة تتجاوز ثماني سنوات مع علم الوالد وصمته دون تحريك ساكن خشية مشاعر زوجته.
وحين تحاول الفتاة الانتحار ويتم تحويلها الى المستشفى لانقاذ حياتها يذهب اليها الوالد مسرعا لا ليطمئن عليها بل ليهددها ويحذرها من الحديث عن معاناتها مع احد.
نجت من الموت حينها ولكن ضعفت وانسل عودها حتى اصبحت عاجزة عن الوقوف او المشي وسقطت في الشارع وهي تحاول الهروب لمنزل خالها بتحريض من والدتها التي اشفقت على حالها.. وللمرة الثانية يسرع اليها (الأب؟!) في قسم الطوارئ وهي تنازع الموت ليهددها...!!
ومازالت المأساة مستمرة...