أخبار متعلقة
تساهم كلية المعلمين في الأحساء في تخريج عدد من المعلمين سنويا، التي تساهم في الارتقاء بالعملية التعليمية، سواء في المحافظة أو خارجها، فهي تدفع بعشرات المعلمين سنوياً إلى المدارس، وفي مختلف التخصصات.. كما تساهم في تطوير المعلمين على رأس العمل، من خلال الدورات التطويرية التي يحصلون عليها في الكلية.
غير ان لدى بعض الطلاب هموما، رصدتها (اليوم)، لتضعها على طاولة عميد الكلية الدكتور عبداللطيف الحليبي.. بعضها واقعي وبعضها يفتقد إلى الدقة، بعضها صغيره والبعض الآخر كبير، ولكنها بحاجة إلى وقفة تأمل ومراجعة من إدارة الكلية، التي تبحث عن راحة الطلاب، ليتفرغوا إلى التحصيل العلمي.. الطلاب الذين يتحدثون في استطلاعنا اليوم من مختلف المستويات الدراسية، ومن أغلب أقسام الكلية.. فماذا قالوا:
طريق الموت
حين يكون منزلك في وسط الهفوف أو المبرز وترغب في الوصول إلى الكلية بسيارتك فستقع بين 5 إلى 10 ريالات يومياً، فالكلية على طريق قطر الدولي، أي أنها خارج النطاق العمراني.. يقول مجموعة من الطلاب الذين التقينا بهم: الأمر يكون أكثر صعوبة على القادمين من مدينة العيون والقرى القريبة منها مثلاً، التي تقع في أقصى شمال المحافظة، بينما الكلية تقع في شمالها.
ويضيف الطلاب: ليس هذا فحسب، بل ان الطريق يعتبر (طريق موت)، فهو بمسارين مزدوجين، تسير عليه الشاحنات والحافلات المتوجهة إلى قطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، بالإضافة إلى المتوجهين إلى الهجر الموجودة جنوب محافظة الأحساء، وكذلك سيارات وشاحنات شركة أرامكو والشركات الأخرى التي تعمل في منطقة الربع الخالي والبريمي.. اما الأخطر من الشاحنات فهو مواكب الجمال، التي تقطع جانبي الطريق، باحثة عن ضحية غافلة، تتسبب في إزهاق روحها أو عدة أرواح بريئة.
أحد الطلاب الذين كانوا يتحدثون معنا عن مشكلة الطريق وخطورته، توقف عن الحديث فجأة وبدأ في حالة تشبه البكاء، وانصرف، استغربت مما حدث، فرد عليّ أحد زملائه الذين بقوا ليواصلوا الحديث: لقد كان الناجي الوحيد من حادث توفي فيه اثنان من زملائنا أثناء قدومهم إلى الكلية، حيث دهست سيارتهم شاحنة.
وقبل ان ننتقل إلى هموم الطلاب الأخرى، قال لنا أحد المتحدثين: نحن نطرح هذا الهم، مع علمنا الكامل بأن إدارة الكلية الحالية والإدارات السابقة، ليس لها ذنب فيه.
ندفع ولا نستفيد من المواقف
يدفع عادل محمد 150 ريالاً كل 3 أشهر ونصف الشهر، لكي يوقف سيارته داخل مواقف السيارات بالكلية، القريبة من مبناها، في حين يدفع من يرغب في إيقاف سيارته داخل المواقف ولكن بعيداً عن المبنى مبلغ 100 ريال.. غير أنه يقول: رغم ان الكلية تحدد لمن يدفع الرسوم موقفاً خاصاً به، إلا ان هذا الموقف لن يكون له فقط، بل لأي شخص يدخل بسيارته إلى المواقف، ويكتفي رجال الأمن الموكلون بضبط الأمور داخل المواقف بمنح المخالف ورقة مخالفة، من المفترض ان يخصم رسمها من مكافأته، ولكن شيئاً من ذلك لا يحدث البتة.. وهذا أمر غير طبيعي.
تأخر المكافآت
على الطلاب التزامات مادية، مرتبط بعضها بمستلزمات الدراسة، أو المعيشة، ورغم ذلك فان المكافآت تتأخر لأكثر من 3 أشهر، كما يقول علي محمد.. الذي يضيف: فضلاً عن التأخير، فشباك تسليم المكافآت يعمل به موظف واحد، بالكاد يغطي نصف طلاب الكلية، وهذا يحدث إرباكاً حين تسلم المكافآت، فيتزاحم الطلاب الذين حرموا من المكافآت لـ 3 أشهر على الشباك لاستلامها، فيحدث منظر غير حضاري، يسئ إلى صرح تعليمي راق مثل الكلية.
فصول أم أفران؟
يشكو إبراهيم حسن من نظام التكييف في الكلية، يقول: المكيفات عادية وليست مركزية، وصدقني وجودها مثل عدمها، خصوصاً حين يهل علينا الصيف الحارق والساخن.. ويتساءل: لماذا لا يكون التكييف مركزياً؟ وإذا لم يحول إلى مركزي فلماذا لا تجرى عمليات الصيانة بشكل دائم ودوري لها؟ فالمفترض ان يجلس الطالب في قاعة دراسية بدرجة حرارة معقولة، وليس فرن يشوى بداخله.
ولا يستغرب إبراهيم ان يتخرج طلاب الكلية وهم مصابون بدسك في الظهر، والسبب المقاعد الخشبية القديمة، غير الملائمة لكي يجلس عليها 3 أو 4 ساعات يومياً.
لجنة مراجعة
ويطالب جمال عوض إدارة الكلية بأن تشكل لجنة لمراجعة نتائج الطلاب بعد ان يصححها الأستاذ المحاضر، حتى تخرج دقيقة، وستحفظ هذه اللجنة حقوق الطلاب، كما ستكسر حاجز التشكيك في النتائج، الموجود حالياً، حيث يتهم الطلاب بحق وباطل بعض المحاضرين بالتلاعب بنتائجهم.
مطعم دون المستوى
ويرى فهد صالح ان المطعم الموجود في الكلية دون المستوى حيث يقول: مطلوب مطعم كبير، يليق بمكانة الكلية، تتوافر فيه جميع الوجبات الغذائية، فالمطعم الحالي لا تتوافر فيه إلا وجبات محدودة. ويقترح فهد على الكلية الاستفادة من تجربة جامعة الملك فيصل في هذا المجال ويقول: نظام جامعة الملك فيصل يقوم على أن يدفع الطالب مبلغا معينا من المال كل شهر، يمكنه من تناول ما يشاء من الأطعمة التي يرغب في تناولها، وهي أغذية حقيقية، وصحية، تناسب طالباً يبذل جهداً كبيراً خلال عملية التحصيل الدراسي.
تجاهل التقنيات الحديثة
ويعتب عبدالحميد محمد على الكلية، لعدم استعانتها بالتقنيات الحديثة، مثل شبكة الإنترنت، يقول: لا يمكن للطالب ان يحصل على نتيجته عن طريق الإنترنت، كما هو موجود في كليات وجامعات أخرى، حتى المدارس الابتدائية أصبحت تقدم نتائج طلابها عن طريق الإنترنت، بإعطاء الطالب رقماً سرياً وعنوان موقع المدرسة على الشبكة، فيتمكن بعد الدخول من الحصول على النتيجة، لا بل ان بعض المدارس الابتدائية الحكومية وليست الخاصة، توفر لأولياء الأمور متابعة مستوى تحصيل أولادهم الطلاب عن طريق الإنترنت، وهذه المدارس ليست في أمريكاً أو أوروبا، بل في مدن المملكة. ويأمل عبدالحميد ان تستفيد الكلية من هذه التقنية، سواء في التسجيل للالتحاق بالكلية، أو تسجيل المواد، ووضع الجداول، أو الحصول على النتائج، أو حتى الارتقاء بقدرات الطالب الصفية واللاصفية، فلا يمكن ان نكون في القرن الواحد والعشرين ولا نستفيد من أبسط التقنيات المتاحة لنا.
مشقة الحصول على النتائج
وليس بعيداً عن ذلك يقول خالد علي: الطلاب يعانون للحصول على النتائج، فلكي يحصل أي طالب عليها، يتوجب عليه ان يقوم بجولة طويلة وشاقة بين مكاتب أعضاء هيئة التدريس، وهي في أكثر من دور، وقد لا يجد بعضهم، فيتحتم عليه ان يعود ثانية وربما ثالثة ورابعة، ولو حسبت المسافة التي يقطعها الطالب للحصول على نتيجته، فلا يستبعد ان تصل إلى عدة كيلومترات.
ويقترح خالد ان تقوم الكلية بإعلان النتائج في وقت واحد، بطريقة أسهل وأكثر مرونة مما يجري حالياً داخل أروقتها.
مبنى الكلية من الخارج