عنوان هذه الزاوية (فوهة الوقت) مقتبس من محمود درويش.
حين بدأت قراءة قصيدته (حالة حصار) فجعت، من أولها، بهذه الصورة، فهي تبدأ هكذا:
"هنا، عند منحدرات التلال، أمام الغروب وفوهة الوقت.."
لم أستطع الاستمرار في القراءة. أصبت بشلل غير مرئي، وتناهبتني سيول من التصورات.
الوقت. وقتنا هذا البائس، لم يبق سلبيا، بل أسفر عن الوحش الكامن فيه، بفعل مباشر. لقد صار فوهة. ومن شأن الفوهة أن تدفن جحيمها وشظاياها في الأجساد، وفي الأرواح، وأسراب الأمنيات والمطامح البشرية.
الإنسان، أمام الفوهة، ليس له من خيار، فهو إما أن يحيا أو يموت، وإذن:
(وإذا كانت المنية حتما
فمن العجز أن تموت جبانا)
إنها المقاومة. ولكن بماذا يقاوم من كان دمه مسلوبا، وإرادته نهبا وسلاحه سراب الأماني؟
سأذهب لاستكمال قراءة القصيدة الفاجعة، لعل فيها نافذة أمل. نعم هاهي. إنها تقول: (نربي الأمل)